منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى
أراد بخلقهم من الأرض خلق أصلهم هو آدم -عليه السلام- منها ، وقيل : إن الملك لينطلق فيأخذ من تربة المكان الذي يدفن فيه فيبددها على النطفة فيخلق من التراب والنطفة معا ، وأراد بإخراجهم منها أنه يؤلف أجزاءهم المتفرقة المختلطة بالتراب ، ويردهم كما كانوا أحياء ، ويخرجهم إلى المحشر يوم يخرجون من الأجداث سراعا [المعارج : 43 ] ، عدد الله [ ص: 88 ] عليهم ما علق بالأرض من مرافقهم ؛ حيث جعلها لهم فراشا ومهادا يتقبلون عليها ، وسوى لهم فيها مسالك يترددون فيها كيف شاءوا ، وأنبت فيها أصناف النبات التي منها أقواتهم وعلوفات بهائمهم ، وهي أصلهم الذي منه تفرعوا ، وأمهم التي منها ولدوا ، ثم هي كفاتهم إذا ماتوا ، ومن ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : . "تمسحوا بالأرض ، فإنها بكم برة "