قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي
قرئ : "بلحيتي " : بفتح اللام ، وهي لغة أهل الحجاز ، كان موسى -صلوات الله عليه- رجلا حديدا مجبولا على الحدة والخشونة والتصلب في كل شيء ، شديد الغضب لله ولدينه ، فلم يتمالك حين رأى قومه يعبدون عجلا من دون الله بعد ما رأوا من الآيات العظام ، أن ألقى ألواح التوراة لما غلب ذهنه من الدهشة العظيمة ؛ غضبا لله واستنكافا وحمية ، وعنف بأخيه وخليفته على قومه ، فأقبل عليه إقبال العدو المكاشف قابضا على شعر رأسه -وكان أقرع- وعلى شعر وجهه يجره إليه ، أي : لو قاتلت بعضهم ببعض لتفرقوا وتفانوا ، فاستأنيتك أن تكون أنت المدارك بنفسك ، المتلافي برأيك ، وخشيت عتابك على إطراح ما وصيتني به من ضم النشر وحفظ الدهماء ، ولم يكن لي بد من رقبة وصيتك والعمل على موجبها .