[ ص: 112 ] فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما
فتعالى الله الملك الحق : استعظام له ولما يصرف عليه عباده من أوامره ونواهيه ، ووعده ووعيده ، والإدارة بين ثوابه وعقابه على حسب أعمالهم ، وغير ذلك مما يجري عليه أمر ملكوته ، ولما ذكر القرآن وإنزاله قال على سبيل الاستطراد : وإذا لقنك جبريل ما يوحى إليك من القرآن ، فتأن عليك ريثما يسمعك ويفهمك ، ثم أقبل عليه بالتحفظ بعد ذلك ، ولا تكن قراءتك مساوقة لقراءته ؛ ونحوه قوله تعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به [القيامة : 16 ] ، وقيل : معناه : لا تبلغ ما كان منه مجملا حتى يأتيك البيان ، وقرئ : "حتى تقضى إليك وحيه " ، وقوله تعالى : رب زدني علما : متضمن للتواضع لله تعالى- والشكر له عندما علم من ترتيب التعلم ، أي : علمتني يا رب لطيفة في باب التعلم وأدبا جميلا ما كان عندي ، فزدني علما إلى علم ؛ فإن لك في كل شيء حكمة وعلما ، وقيل : ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم .