[ ص: 115 ] فإن قلت : كيف عدى وسوس تارة باللام في قوله : فوسوس لهما الشيطان ، وأخرى بإلى ؟
قلت : وسوسة الشيطان كولولة الثكلى ، ووعوعة الذئب ، ووقوقة الدجاجة ، في أنها حكايات للأصوات وحكمها حكم صوت وأجرس ، ومنه : وسوس المبرسم ، وهو موسوس بالكسر ، والفتح لحن ؛ وأنشد : [من الرجز ] ابن الأعرابي
وسوس يدعو مخلصا رب الفلق
فإذا قلت : وسوس له ، فمعناه لأجله ؛ كقوله : [من الرجز ]
أجرس لها يا ابن أبي كباش
ومعنى "وسوس إليه " : أنهى إليه الوسوسة ؛ كقولك : حدث إليه ، وأسر إليه ، أضاف الشجرة إلى الخلد وهو الخلود ؛ لأن من أكل منها خلد بزعمه ، كما قيل لحيزوم : فرس [ ص: 116 ] الحياة ؛ لأن من باشر أثره حيي ، وملك لا يبلى : دليل على قراءة الحسن بن علي -رضي الله عنهم - : "إلا أن تكونا ملكين " : بالكسر . وابن عباس