لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
إذا كانت عادة الملوك والجبابرة ألا يسألهم من في مملكتهم عن أفعالهم وعما يوردون ويصدرون من تدبير ملكهم ؛ تهيبا وإجلالا ، مع جواز الخطأ والزلل وأنواع الفساد عليهم -كان ملك الملوك ورب الأرباب خالقهم ورازقهم أولى بألا يسأل عن أفعاله ، مع ما علم واستقر في العقول من أن ما يفعله كله مفعول بدواعي الحكمة ، ولا يجوز عليه الخطأ ، ولا فعل القبائح ، وهم يسألون أي : هم مملوكون مستعبدون خطاؤون ، فما خلقهم بأن يقال لهم : لم فعلتم ؟ في كل شيء فعلوه .