وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين
سأل ربه أن يرزقه ولدا يرثه ولا يدعه وحيدا بلا وارث ، ثم رد أمره إلى الله مستسلما ، فقال : وأنت خير الوارثين أي : إن لم ترزقني من يرثني فلا أبالي ؛ فإنك خير وارث ، إصلاح زوجه : أن جعلها صالحة للولادة بعد عقرها ، وقيل : تحسين خلقها ، وكانت سيئة [ ص: 163 ] الخلق ، الضمير للمذكورين من الأنبياء -عليهم السلام- يريد : أنهم ما استحقوا الإجابة إلى طلباتهم إلا لمبادرتهم أبواب الخير ، ومسارعتهم في تحصيلها ، كما يفعل الراغبون في الأمور الجادون ، وقرئ : "رغبا ورهبا" بالإسكان ؛ وهو كقوله تعالى : يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه [الزمر : 9 ] "خاشعين " : قال : ذللا لأمر الله ، وعن الحسن : الخشوع : الخوف الدائم في القلب ، وقيل : متواضعين ، وسئل مجاهد ، فقال : أما إني سألت الأعمش إبراهيم فقال : ألا تدري ؟ قلت : أفدني ، قال : بينه وبين الله إذا أرخى ستره وأغلق بابه ، فلير الله منه خيرا ، لعلك ترى أنه أن يأكل خشنا ويلبس خشنا ويطأطئ رأسه .