قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون
إنما : لقصر الحكم على شيء ، أو لقصر الشيء على حكم ؛ كقولك : إنما زيد قائم ؛ وإنما يقوم زيد ، وقد اجتمع المثالان في هذه الآية ؛ لأن إنما يوحى إلي مع فاعله ، بمنزلة : إنما يقوم زيد ، و أنما إلهكم إله واحد بمنزلة : إنما زيد قائم ، وفائدة اجتماعهما : الدلالة على أن الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقصور على استئثار الله بالوحدانية ، وفي قوله : فهل أنتم مسلمون : أن الوحي الوارد على هذا السنن موجب أن تخلصوا التوحيد لله ، وأن تخلعوا الأنداد ، وفيه أن صفة الوحدانية يصح أن تكون طريقها السمع ، ويجوز أن يكون المعنى : أن الذي يوحي إلي ، فتكون "ما" موصولة .