الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير

                                                                                                                                                                                                يقول لرسوله -صلى الله عليه وسلم- تسلية له : لست بأوحدي في التكذيب ؛ فقد كذب الرسل قبلك أقوامهم ، وكفاك بهم أسوة .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : لم قيل : وكذب موسى ولم يقل : قوم موسى ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : لأن موسى ما كذبه قومه بنو إسرائيل ؛ وإنما كذبه غير قومه وهم القبط ، وفيه شيء آخر ، كأنه قيل بعد ما ذكر تكذيب كل قوم رسولهم ، وكذب موسى أيضا- مع وضوح آياته ، وعظم معجزاته ، فما ظنك بغيره ؟

                                                                                                                                                                                                النكير : بمعنى الإنكار والتغيير ، حيث أبدلهم بالنعمة محنة ، وبالحياة هلاكا ، وبالعمارة خرابا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية