وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير
يقول لرسوله -صلى الله عليه وسلم- تسلية له : لست بأوحدي في التكذيب ؛ فقد كذب الرسل قبلك أقوامهم ، وكفاك بهم أسوة .
فإن قلت : لم قيل : وكذب موسى ولم يقل : قوم موسى ؟
قلت : لأن موسى ما كذبه قومه بنو إسرائيل ؛ وإنما كذبه غير قومه وهم القبط ، وفيه شيء آخر ، كأنه قيل بعد ما ذكر تكذيب كل قوم رسولهم ، وكذب موسى أيضا- مع وضوح آياته ، وعظم معجزاته ، فما ظنك بغيره ؟
النكير : بمعنى الإنكار والتغيير ، حيث أبدلهم بالنعمة محنة ، وبالحياة هلاكا ، وبالعمارة خرابا .