ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم
والذين في قلوبهم مرض المنافقون والشاكون ، والقاسية قلوبهم : المشركون المكذبون ، وإن الظالمين يريد : وإن هؤلاء المنافقين والمشركين ، وأصله : وإنهم ، فوضع الظاهر موضع الضمير قضاء عليهم بالظلم ، أنه الحق من ربك أي : ليعلموا أن تمكين الشيطان من الإلقاء : هو الحق من ربك والحكمة ، وإن الله لهاد الذين آمنوا : إلى أن يتأولوا ما يتشابه في الدين بالتأويلات الصحيحة ، ويطلبوا لما أشكل منه المحمل الذي تقتضيه الأصول والمحكمة والقوانين الممهدة ؛ حتى لا تلحقهم حيرة ولا تعتريهم شبهة ولا تزل أقدامهم ، وقرئ : "لهاد الذين آمنوا" بالتنوين .