[ ص: 330 ] سورة الفرقان
مكية إلا الآيات 68 و 69 و 70 فمدنية
وآياتها 77 [نزلت بعد يس ]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28996_28867_29785_31048_32501_34225nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا nindex.php?page=treesubj&link=28996_29687_29705_29711_33679nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا
البركة : كثرة الخير وزيادته . ومنها :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54تبارك الله [الأعراف : 54 ] ، وفيه معنيان : تزايد خيره ، وتكاثر . أو تزايد عن كل شيء وتعالى عنه في صفاته وأفعاله . و
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1الفرقان : مصدر فرق بين الشيئين إذا فصل بينهما وسمي به القرآن لفصله بين الحق والباطل . أو لأنه لم ينزل جملة واحدة ولكن مفروقا ، مفصولا بين بعضه وبعض في الإنزال . ألا ترى إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا [الإسراء : 106 ] وقد جاء الفرق بمعناه ؛ قال [من الرجز ] :
ومشركي كافر بالفرق
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير -رضي الله عنه - : على عباده . وهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمته ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لقد أنزلنا إليكم [الأنبياء : 10 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=136قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا [البقرة : 136 ] . والضمير في
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1 "ليكون" لعبده أو للفرقان . ويعضد رجوعه إلى الفرقان قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1 "للعالمين" للجن والإنس
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1 "نذيرا" منذرا أي مخوفا أو إنذارا ، كالنكير بمعنى الإنكار . ومنه قوله
[ ص: 331 ] تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فكيف كان عذابي ونذر [القمر : 30 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2الذي له رفع على الإبدال من الذي نزل أو رفع على المدح . أو نصب عليه . فإن قلت : كيف جاز الفصل بين البدل والمبدل منه ؟ قلت : ما فصل بينهما بشيء ؛ لأن المبدل منه صلته نزل . و
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1 "ليكون" تعليل له ، فكأن المبدل منه لم يتم إلا به . فإن قلت : في الخلق معنى التقدير ، فما معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2وخلق كل شيء فقدره تقديرا كأنه قال : وقدر كل شيء فقدره ؟ قلت : المعنى أنه أحدث كل شيء إحداثا مراعى فيه التقدير والتسوية ، فقدره وهيأه لما يصلح له ، مثاله : أنه خلق الإنسان على هذا الشكل المقدر المسوى الذي تراه ، فقدره للتكاليف والمصالح المنوطة به في بابي الدين والدنيا ، وكذلك كل حيوان وجماد جاء به على الجبلة المستوية المقدرة بأمثلة الحكمة والتدبير ، فقدره لأمر ما ومصلحة مطابقا لما قدر له غير متجاف عنه . أو سمي إحداث الله خلقا لأنه لا يحدث شيئا لحكمته إلا على وجه التقدير من غير تفاوت ، فإذا قيل : خلق الله كذا فهو بمنزلة قولك : أحدث وأوجد من غير نظر إلى وجه الاشتقاق ، فكأنه قيل : وأوجد كل شيء فقدره في إيجاده لم يوجده متفاوتا . وقيل : فجعل له غاية ومنتهى . ومعناه : فقدره للبقاء إلى أمد معلوم .
[ ص: 330 ] سُورَةُ الْفُرْقَانِ
مَكِّيَّةٌ إِلَّا الْآيَاتِ 68 وَ 69 وَ 70 فَمَدَنِيَّةٌ
وَآيَاتُهَا 77 [نَزَلَتْ بَعْدَ يس ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28996_28867_29785_31048_32501_34225nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=28996_29687_29705_29711_33679nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
الْبِرْكَةُ : كَثْرَةُ الْخَيْرِ وَزِيَادَتُهُ . وَمِنْهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54تَبَارَكَ اللَّهُ [الْأَعْرَافَ : 54 ] ، وَفِيهِ مَعْنَيَانِ : تَزَايَدَ خَيْرُهُ ، وَتَكَاثَرَ . أَوْ تَزَايَدَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَتَعَالَى عَنْهُ فِي صِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1الْفُرْقَانَ : مَصْدَرُ فَرَقَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ إِذَا فَصَلَ بَيْنَهُمَا وَسُمِّيَ بِهِ الْقُرْآنُ لِفَصْلِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ . أَوْ لِأَنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ جُمْلَةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ مَفْرُوقًا ، مَفْصُولًا بَيْنَ بَعْضِهِ وَبَعْضٍ فِي الْإِنْزَالِ . أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا [الْإِسْرَاءَ : 106 ] وَقَدْ جَاءَ الْفَرْقُ بِمَعْنَاهُ ؛ قَالَ [مِنَ الرَّجَزِ ] :
وَمُشْرِكَيَّ كَافِرٌ بِالْفَرْقِ
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14ابْنِ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : عَلَى عِبَادِهِ . وَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُمَّتُهُ ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ [الْأَنْبِيَاءَ : 10 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=136قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا [الْبَقَرَةَ : 136 ] . وَالضَّمِيرُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1 "لِيَكُونَ" لِعَبْدِهِ أَوْ لِلْفُرْقَانِ . وَيُعَضِّدُ رُجُوعَهُ إِلَى الْفُرْقَانِ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=14ابْنِ الزُّبَيْرِ nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1 "لِلْعَالَمِينَ" لِلْجِنِّ وَالْإِنْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1 "نَذِيرًا" مُنْذِرًا أَيْ مُخَوِّفًا أَوْ إِنْذَارًا ، كَالنَّكِيرِ بِمَعْنَى الْإِنْكَارِ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ
[ ص: 331 ] تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ [الْقَمَرَ : 30 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2الَّذِي لَهُ رُفِعَ عَلَى الْإِبْدَالِ مِنَ الَّذِي نَزَلَ أَوْ رُفِعَ عَلَى الْمَدْحِ . أَوْ نُصِبَ عَلَيْهِ . فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ جَازَ الْفَصْلُ بَيْنَ الْبَدَلِ وَالْمُبْدَلِ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : مَا فُصِلَ بَيْنَهُمَا بِشَيْءٍ ؛ لِأَنَّ الْمُبْدَلَ مِنْهُ صِلَتُهُ نَزَلَ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1 "لِيَكُونَ" تَعْلِيلٌ لَهُ ، فَكَأَنَّ الْمُبْدَلَ مِنْهُ لَمْ يَتِمَّ إِلَّا بِهِ . فَإِنْ قُلْتَ : فِي الْخَلْقِ مَعْنَى التَّقْدِيرِ ، فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا كَأَنَّهُ قَالَ : وَقَدَّرَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ ؟ قُلْتُ : الْمَعْنَى أَنَّهُ أَحْدَثُ كُلَّ شَيْءٍ إِحْدَاثًا مُرَاعًى فِيهِ التَّقْدِيرُ وَالتَّسْوِيَةُ ، فَقَدَّرَهُ وَهَيَّأَهُ لِمَا يَصْلُحُ لَهُ ، مِثَالُهُ : أَنَّهُ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَى هَذَا الشَّكْلِ الْمُقَدَّرِ الْمُسَوَّى الَّذِي تَرَاهُ ، فَقَدَّرَهُ لِلتَّكَالِيفِ وَالْمَصَالِحِ الْمَنُوطَةِ بِهِ فِي بَابَيِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، وَكَذَلِكَ كَلُّ حَيَوَانٍ وَجَمَادٍ جَاءَ بِهِ عَلَى الْجِبِلَّةِ الْمُسْتَوِيَةِ الْمُقَدَّرَةِ بِأَمْثِلَةِ الْحِكْمَةِ وَالتَّدْبِيرِ ، فَقَدَّرَهُ لِأَمْرٍ مَا وَمَصْلَحَةٍ مُطَابِقًا لِمَا قُدِّرَ لَهُ غَيْرَ مُتَجَافٍ عَنْهُ . أَوْ سُمِّيَ إِحْدَاثُ اللَّهِ خَلْقًا لِأَنَّهُ لَا يُحْدِثُ شَيْئًا لِحِكْمَتِهِ إِلَّا عَلَى وَجْهِ التَّقْدِيرِ مِنْ غَيْرِ تَفَاوُتٍ ، فَإِذَا قِيلَ : خَلَقَ اللَّهُ كَذَا فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ : أَحْدَثَ وَأَوْجَدَ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى وَجْهِ الِاشْتِقَاقِ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : وَأَوْجَدَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ فِي إِيجَادِهِ لَمْ يُوجِدْهُ مُتَفَاوِتًا . وَقِيلَ : فَجَعَلَ لَهُ غَايَةً وَمُنْتَهَى . وَمَعْنَاهُ : فَقَدَّرَهُ لِلْبَقَاءِ إِلَى أَمَدٍ مَعْلُومٍ .