nindex.php?page=treesubj&link=28974_18467_28739_28911_29786_31011_32109_32238_32410_34091_34230_34236_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب
"محكمات": أحكمت عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه، "متشابهات":
[ ص: 528 ] مشتبهات محتملات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هن أم الكتاب أي: أصل الكتاب تحمل المتشابهات عليها وترد إليها، ومثال ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار [الأنعام: 103]
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إلى ربها ناظرة [القيامة: 23]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=28لا يأمر بالفحشاء [الأعراف: 27]
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=16أمرنا مترفيها [الإسراء: 16].
فإن قلت: فهلا كان القرآن كله محكما؟ قلت: لو كان كله محكما لتعلق الناس به لسهولة مأخذه، ولأعرضوا عما يحتاجون فيه إلى الفحص والتأمل من النظر والاستدلال، ولو فعلوا ذلك لعطلوا الطريق الذي لا يتوصل إلى معرفة الله وتوحيده إلا به، ولما في المتشابه من الابتلاء والتمييز بين الثابت على الحق والمتزلزل فيه، ولما في تقادح العلماء وإتعابهم القرائح في استخراج معانيه ورده إلى المحكم من الفوائد الجليلة والعلوم الجمة ونيل الدرجات عند الله؛ ولأن المؤمن المعتقد أن لا مناقضة في كلام الله ولا اختلاف إذا رأى فيه ما يتناقض في ظاهره وأهمه طلب ما يوفق بينه ويجريه على سنن واحد، ففكر وراجع نفسه وغيره، ففتح الله عليه، وتبين مطابقة المتشابه المحكم - ازداد طمأنينة إلى معتقده وقوة في إيقانه.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7الذين في قلوبهم زيغ : هم أهل البدع،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7فيتبعون ما تشابه منه : فيتعلقون بالمتشابه الذي يحتمل ما يذهب إليه المبتدع مما لا يطابق المحكم ويحتمل ما يطابقه من قول أهل الحق،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7ابتغاء الفتنة : طلب أن يفتنوا الناس عن دينهم ويضلوهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وابتغاء تأويله : وطلب أن يؤولوه التأويل الذي يشتهونه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في [ ص: 529 ] العلم أي: لا يهتدي إلى تأويله الحق الذي يجب أن يحمل عليه إلا الله وعباده الذين رسخوا في العلم، أي: ثبتوا فيه وتمكنوا وعضوا فيه بضرس قاطع.
ومنهم من يقف على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7إلا الله ويبتدئ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7والراسخون في العلم يقولون ويفسرون المتشابه بما استأثر الله بعلمه، وبمعرفة الحكمة فيه من آياته، كعدد الزبانية ونحوه، والأول هو الوجه، ويقولون: كلام مستأنف موضح لحال الراسخين بمعنى هؤلاء العالمون بالتأويل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7يقولون آمنا به أي بالمتشابه،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7كل من عند ربنا أي: كل واحد منه ومن المحكم من عنده، أو بالكتاب كل من متشابهه ومحكمه من عند الله الحكيم الذي لا يتناقض كلامه ولا يختلف كتابه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وما يذكر إلا أولو الألباب : مدح للراسخين بإلقاء الذهن وحسن التأمل، ويجوز أن يكون "يقولون": حالا من الراسخين، وقرأ
عبد الله : (إن تأويله إلا عند الله)، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي: (ويقول الراسخون).
nindex.php?page=treesubj&link=28974_18467_28739_28911_29786_31011_32109_32238_32410_34091_34230_34236_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابَ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلِهِ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ
"مُحْكَمَاتٌ": أُحْكِمَتْ عِبَارَتُهَا بِأَنْ حُفِظَتْ مِنَ الِاحْتِمَالِ وَالِاشْتِبَاهِ، "مُتَشَابِهَاتٌ":
[ ص: 528 ] مُشْتَبِهَاتٌ مُحْتَمِلَاتٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ أَيْ: أَصْلُ الْكِتَابِ تُحْمَلُ الْمُتَشَابِهَاتُ عَلَيْهَا وَتَرِدُ إِلَيْهَا، وَمِثَالُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [الْأَنْعَامِ: 103]
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [الْقِيَامَةِ: 23]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=28لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ [الْأَعْرَافِ: 27]
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=16أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا [الْإِسْرَاءِ: 16].
فَإِنْ قُلْتَ: فَهَلَّا كَانَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ مُحْكَمًا؟ قُلْتُ: لَوْ كَانَ كُلُّهُ مُحْكَمًا لَتَعَلَّقَ النَّاسُ بِهِ لِسُهُولَةِ مَأْخَذِهِ، وَلَأَعْرَضُوا عَمَّا يَحْتَاجُونَ فِيهِ إِلَى الْفَحْصِ وَالتَّأَمُّلِ مِنَ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ، وَلَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَعَطَّلُوا الطَّرِيقَ الَّذِي لَا يُتَوَصَّلُ إِلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَتَوْحِيدِهِ إِلَّا بِهِ، وَلِمَا فِي الْمُتَشَابِهِ مِنَ الِابْتِلَاءِ وَالتَّمْيِيزِ بَيْنَ الثَّابِتِ عَلَى الْحَقِّ وَالْمُتَزَلْزِلِ فِيهِ، وَلِمَا فِي تَقَادُحِ الْعُلَمَاءِ وَإِتْعَابِهِمُ الْقَرَائِحَ فِي اسْتِخْرَاجِ مَعَانِيهِ وَرَدِّهِ إِلَى الْمُحْكَمِ مِنَ الْفَوَائِدِ الْجَلِيلَةِ وَالْعُلُومِ الْجَمَّةِ وَنَيْلِ الدَّرَجَاتِ عِنْدَ اللَّهِ؛ وَلِأَنَّ الْمُؤْمِنَ الْمُعْتَقِدَ أَنْ لَا مُنَاقَضَةَ فِي كَلَامِ اللَّهِ وَلَا اخْتِلَافَ إِذَا رَأَى فِيهِ مَا يَتَنَاقَضُ فِي ظَاهِرِهِ وَأَهَمَّهُ طَلَبَ مَا يُوَفِّقُ بَيْنَهُ وَيُجْرِيهِ عَلَى سَنَنٍ وَاحِدٍ، فَفَكَّرَ وَرَاجَعَ نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَتَبَيَّنَ مُطَابَقَةَ الْمُتَشَابِهِ الْمُحْكَمَ - ازْدَادَ طُمَأْنِينَةً إِلَى مُعْتَقَدِهِ وَقُوَّةً فِي إِيقَانِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ : هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ : فَيَتَعَلَّقُونَ بِالْمُتَشَابِهِ الَّذِي يَحْتَمِلُ مَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ الْمُبْتَدِعُ مِمَّا لَا يُطَابِقُ الْمُحْكَمَ وَيَحْتَمِلُ مَا يُطَابِقُهُ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحَقِّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ : طَلَبَ أَنْ يَفْتِنُوا النَّاسَ عَنْ دِينِهِمْ وَيُضِلُّوهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ : وَطَلَبَ أَنْ يُؤَوِّلُوهُ التَّأْوِيلَ الَّذِي يَشْتَهُونَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي [ ص: 529 ] الْعِلْمِ أَيْ: لَا يَهْتَدِي إِلَى تَأْوِيلِهِ الْحَقَّ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ إِلَّا اللَّهُ وَعِبَادُهُ الَّذِينَ رَسَخُوا فِي الْعِلْمِ، أَيْ: ثَبَتُوا فِيهِ وَتَمَكَّنُوا وَعَضُّوا فِيهِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقِفُ عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7إِلا اللَّهُ وَيَبْتَدِئُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ وَيُفَسِّرُونَ الْمُتَشَابِهَ بِمَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ، وَبِمَعْرِفَةِ الْحِكْمَةِ فِيهِ مِنْ آيَاتِهِ، كَعَدَدِ الزَّبَانِيَةِ وَنَحْوِهِ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْوَجْهُ، وَيَقُولُونَ: كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ مُوَضِّحٌ لِحَالِ الرَّاسِخِينَ بِمَعْنَى هَؤُلَاءِ الْعَالَمُونَ بِالتَّأْوِيلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ أَيْ بِالْمُتَشَابِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا أَيْ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُ وَمِنَ الْمُحْكَمِ مِنْ عِنْدِهِ، أَوْ بِالْكِتَابِ كُلٍّ مِنْ مُتَشَابِهِهِ وَمُحْكَمِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْحَكِيمِ الَّذِي لَا يَتَنَاقَضُ كَلَامُهُ وَلَا يَخْتَلِفُ كِتَابُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ : مَدْحٌ لِلرَّاسِخِينَ بِإِلْقَاءِ الذِّهْنِ وَحُسْنِ التَّأَمُّلِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "يَقُولُونَ": حَالًا مِنَ الرَّاسِخِينَ، وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ : (إِنْ تَأْوِيلُهُ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ)، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٌّ: (وَيَقُولُ الرَّاسِخُونَ).