ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون قال [ ص: 459 ] يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون
وقرئ : "أن اعبدوا " ، بالضم على إتباع النون الباء "فريقان" فريق مؤمن وفريق كافر . وقيل أريد بالفريقين صالح عليه السلام وقومه قبل أن يؤمن منهم أحد "يختصمون" يقول كل فريق : الحق معي . السيئة : العقوبة ، والحسنة : التوبة ، فإن قلت : ما معنى استعجالهم بالسيئة قبل الحسنة ؟ وإنما يكون ذلك إذا كانت متوقعتين إحداهما قبل الأخرى ؟ قلت : كانوا يقولون لجهلهم : إن العقوبة التي يعدها صالح عليه السلام إن وقعت على زعمه ، تبنا حينئذ واستغفرنا -مقدرين أن التوبة مقبولة في ذلك الوقت- . وإن لم تقع ، فنحن على ما نحن عليه ، فخاطبهم صالح عليه السلام على حسب قولهم واعتقادهم ، ثم قال لهم : هلا تستغفرون الله قبل نزول العذاب ؟ لعلكم ترحمون تنبيها لهم على الخطأ فيما قالوه : وتجهيلا فيما اعتقدوه .