[ ص: 476 ] ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين
فإن قلت : لم قيل : "ففزع" دون فيفزع ؟ قلت : لنكتة وهي الإشعار بتحقق الفزع وثبوته وأنه كائن لا محالة ، واقع على أهل السماوات والأرض ؛ لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به . والمراد فزعهم عند النفخة الأولى حين يصعقون إلا من شاء الله إلا من ثبت الله قلبه من الملائكة ، قالوا : هم جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت عليهم السلام . وقيل : الشهداء . وعن : الحور ، وخزنة النار ، وحملة العرش . وعن الضحاك : منهم جابر موسى عليه السلام ، لأنه صعق مرة ، ومثله قوله تعالى : ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله . وقرئ : "أتوه " . "وأتاه " . "ودخرين " ، فالجمع على المعنى والتوحيد على اللفظ . والداخر والدخر : الصاغر . وقيل : مع الإتيان حضورهم الموقف بعد النفخة الثانية . ويجوز أن يراد رجوعهم إلى أمره وانقيادهم له .