فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما [ ص: 484 ] كانوا خاطئين
اللام في "ليكون" هي لام كي التي معناها التعليل : كقولك : جئتك لتكرمني سواء بسواء ولكن معنى التعليل فيها وارد على طريق المجاز دون الحقيقة ، لأنه لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوا وحزنا ، ولكن : المحبة والتبني ، غير أن ذلك لما كان نتيجة التقاطهم له وثمرته ، شبه بالداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله ، وهو الإكرام الذي هو نتيجة المجيء ، والتأدب الذي هو ثمرة الضرب في قولك : ضربته ليتأدب . وتحريره : أن هذه اللام حكمها حكم الأسد ، حيث استعيرت لما يشبه التعليل ، كما يستعار الأسد لمن يشبه الأسد . وقرئ : "وحزنا" وهما لغتان : كالعدم والعدم كانوا خاطئين في كل شيء ، فليس خطؤهم في تربية عدوهم ببدع منهم . أو كانوا مذنبين مجرمين ، فعاقبهم الله بأن ربي عدوهم -ومن هو سبب هلاكهم- على أيديهم . وقرئ : "خاطين " ، تخفيف خاطئين ، أو خاطين الصواب إلى الخطأ .