قد يذكر الأمس ولا يراد به اليوم الذي قبل يومك ، ولكن الوقت المستقرب على طرق الاستعارة "مكانه" منزلته من الدنيا "وي" مفصولة عن كأن ، وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم . ومعناه : أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وقولهم : يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون وتندموا ثم قالوا : ويكأنه لا يفلح الكافرون أي : ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح ، وهو مذهب الخليل ؛ قال [من الخفيف ] : وسيبويه
وي كأن من يكن له نشب يحـ ـبب ومن يفتقر يعش عيش ضر
[ ص: 528 ] وحكى أن أعرابية قالت لزوجها : أين ابنك ؟ فقال : وي كأنه وراء البيت . وعند الكوفيين أن "ويك" بمعنى : ويلك ، وأن المعنى ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون . ويجوز أن تكون الكاف كاف الخطاب مضمومة إلى وي ؛ كقوله [من الكامل ] : الفراء
ويك عنتر أقدم
وأنه بمعنى لأنه ، واللام لبيان المقول لأجله هذا القول ، أو لأنه لا يفلح الكافرون كان ذلك ، وهو الخسف بقارون ، ومن الناس من يقف على "وي" ويبتدئ "كأنه" ومنهم من يقف على "ويك " . وقرأ "لولا من الله علينا " . وقرئ "لخسف بنا" وفيه ضمير الله . ولانخسف بنا ، كقولك : انقطع به . ولتخسف بنا . الأعمش