إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين
إن هذا : الذي قص عليك من نبأ عيسى، لهو القصص الحق : قرئ بتحريك الهاء على الأصل وبالسكون; لأن اللام تنزل من "هو" منزلة بعضه، فخفف كما خفف عضد، وهو إما فصل بين اسم إن وخبرها، وإما مبتدأ و القصص الحق خبره، والجملة خبر "إن".
فإن قلت: لم جاز دخول اللام على الفصل؟ قلت: إذا جاز دخولها على الخبر كان دخولها على الفصل أجوز; لأنه أقرب إلى المبتدأ منه، وأصلها أن تدخل على المبتدأ، و"من" في قوله: وما من إله إلا الله : بمنزلة البناء على الفتح في ( لا إله إلا الله ) في إفادة معنى الاستغراق، والمراد الرد على النصارى في تثليثهم فإن الله عليم بالمفسدين وعيد لهم بالعذاب المذكور في قوله: زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا [ ص: 567 ] يفسدون [النحل: 88].