[ ص: 14 ] nindex.php?page=treesubj&link=29002_17998_18257_19570_24660_32003_34140_34410nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17واصبر على ما أصابك يجوز أن يكون عاما في كل ما يصيبه من المحن، وأن يكون خاصا بما يصيبه فيما أمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: من أذى من يبعثهم على الخير وينكر عليهم الشر
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17إن ذلك مما عزمه الله من الأمور، أي: قطعه قطع إيجاب وإلزام. ومنه الحديث
"لا صيام لمن لم يعزم الصيام من الليل"، أي: لم يقطعه بالنية، ألا ترى إلى قوله عليه السلام لمن لم يبيت الصيام، ومنه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=2001970 "إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه". وقولهم: عزمة من عزمات
[ ص: 15 ] ربنا، ومنه: عزمات الملوك. وذلك أن يقول الملك لبعض من تحت يده:
[ ص: 16 ] عزمت عليك إلا فعلت كذا، إذا قال ذلك لم يكن للمعزوم عليه بد من فعله ولا مندوحة في تركه. وحقيقته : أنه من تسمية المفعول بالمصدر، وأصله من معزومات الأمور، أي: مقطوعاتها ومفروضاتها. ويجوز أن يكون مصدرا في معنى الفاعل، أصله: من عازمات الأمور، من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فإذا عزم الأمر [محمد: 21] كقولك: جد الأمر، وصدق القتال. وناهيك بهذه الآية مؤذنة بقدم هذه الطاعات، وأنها كانت مأمورا بها في سائر الأمم وأن الصلاة لم تزل عظيمة الشأن، سابقة القدم على ما سواها، موصى بها في الأديان كلها.
[ ص: 14 ] nindex.php?page=treesubj&link=29002_17998_18257_19570_24660_32003_34140_34410nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا في كُلِّ مَا يُصِيبُهُ مِنَ الْمِحَنِ، وَأَنْ يَكُونَ خَاصًّا بِمَا يُصِيبُهُ فيمَا أَمَرَ بِهِ مِنَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ: مِنْ أَذَى مَنْ يَبْعَثُهُمْ عَلَى الْخَيْرِ وَيُنْكِرُ عَلَيْهِمُ الشَّرَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17إِنَّ ذَلِكَ مِمَّا عَزْمَهُ اللَّهُ مِنَ الْأُمُورِ، أَيْ: قَطَعَهُ قَطْعَ إِيجَابٍ وَإِلْزَامٍ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
"لا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَعْزِمِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ"، أَيْ: لَمْ يَقْطَعْهُ بِالنِّيَّةِ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ، وَمِنْهُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=2001970 "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِرُخْصِهِ كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِعَزَائِمِهِ". وَقَوْلُهُمْ: عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَاتِ
[ ص: 15 ] رَبِّنَا، وَمِنْهُ: عَزَمَاتُ الْمُلُوكِ. وَذَلِكَ أَنْ يَقُولَ الْمَلِكُ لِبَعْضٍ مَنْ تَحْتِ يَدِهِ:
[ ص: 16 ] عَزَمَتُ عَلَيْكَ إِلَّا فَعَلْتَ كَذَا، إِذَا قَالَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِلْمَعْزُومِ عَلَيْهِ بُدٌّ مِنْ فِعْلِهِ وَلَا مَنْدُوحَةَ في تَرْكِهِ. وَحَقِيقَتُهُ : أَنَّهُ مِنْ تَسْمِيَةِ الْمَفْعُولِ بِالْمَصْدَرِ، وَأَصْلُهُ مِنْ مَعْزُومَاتِ الْأُمُورِ، أَيْ: مَقْطُوعَاتُهَا وَمَفْرُوضَاتُهَا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا في مَعْنَى الْفَاعِلِ، أَصْلُهُ: مِنْ عَازِمَاتِ الْأُمُورِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ [مُحَمَّدٌ: 21] كَقَوْلِكَ: جَدَّ الْأَمْرُ، وَصَدَقَ الْقِتَالُ. وَنَاهِيكَ بِهَذِهِ الْآيَةِ مُؤْذِنَةً بِقِدَمِ هَذِهِ الطَّاعَاتِ، وَأَنَّهَا كَانَتْ مَأْمُورًا بِهَا في سَائِرِ الْأُمَمِ وَأَنَّ الصَّلَاةَ لَمْ تَزَلْ عَظِيمَةَ الشَّأْنِ، سَابِقَةَ الْقِدَمِ عَلَى مَا سِوَاهَا، مُوصًى بِهَا في الْأَدْيَانِ كُلِّهَا.