ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور
قرأ -رضي الله عنه-: (ومن يسلم) بالتشديد، يقال: أسلم أمرك وسلم أمرك إلى الله. فإن قلت: ما له عدي بإلى، وقد عدي باللام في قوله: علي بن أبي طالب بلى من أسلم وجهه لله ؟ قلت: معناه -مع اللام-: أنه جعل وجهه وهو ذاته ونفسه لله، أي: خالصا له. ومعناه -مع إلى-: أنه سلم إليه نفسه كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه. والمراد: التوكل عليه والتفويض إليه سالما فقد استمسك بالعروة الوثقى من باب التمثيل: مثلت [ ص: 20 ] حال المتوكل بحال من أراد أن يتدلى من شاهق، فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه وإلى الله عاقبة الأمور أي هي صائرة إليه.