قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن يخبر عن نفسه وعمن معه بالإيمان، فلذلك وحد الضمير في "قل": وجمع في "آمنا" ويجوز أن يؤمر بأن يتكلم عن نفسه كما يتكلم الملوك إجلالا من الله لقدر نبيه.
فإن قلت: لم عدي "أنزل" في هذه الآية بحرف الاستعلاء، وفيما تقدم من مثلها بحرف الانتهاء؟ قلت: لوجود المعنيين جميعا; لأن الوحي ينزل من فوق، وينتهي إلى الرسل، فجاء تارة بأحد المعنيين، وأخرى بالآخر، ومن قال: إنما قيل: [ ص: 578 ] "علينا": لقوله: "قل": و"إلينا": لقوله: "قولوا" [البقرة: 136] تفرقة بين الرسول والمؤمنين; لأن الرسول يأتيه الوحي على طريق الاستعلاء، ويأتيهم على وجه الانتهاء فقد تعسف، ألا ترى إلى قوله: ( بما أنزل إليك ) [المائدة: 68] وأنزلنا إليك الكتاب [النساء: 105] وإلى قوله: آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا .
ونحن له مسلمون : موحدون مخلصون أنفسنا له لا نجعل له شريكا في عبادتها، ثم قال: ومن يبتغ غير الإسلام يعني التوحيد وإسلام الوجه لله تعالى دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين من الذين وقعوا في الخسران مطلقا من غير تقييد للشياع، وقرئ: (ومن يبتغ غير الإسلام) بالإدغام.