[ ص: 119 ] قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير   
"قل " لمشركي قومك ادعوا الذين  عبدتموهم من دون الله من الأصنام والملائكة وسميتموهم باسمه كما تدعون الله . والتجئوا إليهم فيما يعروكم كما تلتجئون إليه . وانتظروا استجابتهم لدعائكم ورحمتهم كما تنتظرون وأن يستجيب لكم ويرحمكم ، ثم أجاب عنهم بقوله : لا يملكون مثقال ذرة  من خير أو شر ، أو نفع أو ضر في السماوات ولا في الأرض وما لهم  في هذين الجنسين من شركة في الخلق ولا في الملك ، كقوله تعالى : ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض  وما له منهم من عوين يعينه على تدبير خلقه ، يريد : أنهم على هذه الصفة من العجز والبعد عن أحوال الربوبية ، فكيف يصح أن يدعوا كما يدعى ويرجوا كما يرجى ، فإن قلت : أين مفعولا زعم ؟ قلت : أحدهما الضمير المحذوف الراجع منه إلى الموصول . وأما الثاني فلا يخلو إما أن يكون من دون الله  أو لا يملكون  أو محذوفا فلا يصح الأول ; لأن قولك : هم من دون الله ، لا يلتئم كلاما ، ولا الثاني ; لأنهم ما كانوا يزعمون ذلك ، فكيف يتكلمون بما هو حجة عليهم ; وبما لو قالوه قالوا ما هو حق وتوحيد ؟ فبقي أن يكون محذوفا تقديره : زعمتموهم آلهة من دون الله فحذف الراجع إلى الموصول كما حذف في قوله : أهذا الذي بعث الله رسولا   [الفرقان : 41 ] استخفافا ، لطول الموصول لصلته ، وحذف آلهة لأنه موصوف صفته من دون الله  والموصوف يجوز حذفه وإقامة الصفة مقامه إذا كان مفهوما ، فإذا مفعولا زعم محذوفان جميعا بسببين مختلفين . 
				
						
						
