[ ص: 131 ] قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد
فهو لكم جزاء الشرط الذي هو قوله : ما سألتكم من أجر تقديره : أي شيء سألتكم من أجر فهو لكم ، كقوله تعالى : ما يفتح الله للناس من رحمة وفيه معنيان ، أحدهما : نفى مسألة الأجر رأسا ، كما يقول الرجل لصاحبه : إن أعطيتني شيئا فخذه ، وهو يعلم أنه لم يعطه شيئا ولكنه يريد به البت ; لتعليقه الأخذ بما لم يكن . والثاني : أن يريد بالأجر ما أراد في قوله تعالى : قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا [الفرقان : 57 ] وفى قوله : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى [الشورى : 23 ] ; لأن اتخاذ السبيل إلى الله نصيبهم وما فيه نفعهم ، وكذلك المودة في القرابة ; لأن القرابة قد انتظمته وإياهم على كل شيء شهيد حفيظ مهيمن ، يعلم أني لا أطلب الأجر على نصيحتكم ودعائكم إليه إلا منه ، ولا أطمع منكم في شيء .