قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب
قرئ : (ضللت أضل ) بفتح العين مع كسرها . وضللت أضل ، بكسرها مع فتحها ، وهما لغتان ، نحو : ظللت أظل . وقرئ : (إضل ) بكسر الهمزة مع فتح العين . فإن قلت : أين التقابل بين قوله : فإنما أضل على نفسي وقوله : فبما يوحي إلي ربي ، وإنما كان يستقيم أن يقال : فإنما أضل على نفسي ، وإن اهتديت فإنما اهتدي لها ، كقوله تعالى : من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها . أو يقال : فإنما أضل بنفسي . قلت : هما متقابلان من جهة المعنى ; لأن النفس كل ما عليها فهو بها ، أعني : أن كل ما هو وبال عليها وضار لها فهو بها وبسببها ; لأن الأمارة بالسوء ، وما لها مما ينفعها فبهداية ربها وتوفيقه ، وهذا حكم عام لكل مكلف ، وإنما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسنده إلى نفسه ; لأن الرسول إذا دخل تحته مع جلالة حمله وسداد طريقته [ ص: 133 ] كان غيره أولى به إنه سميع قريب يدرك قول كل ضال ومهتد ، وفعله لا يخفى عليه منهما شيء .