وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور
نعى به على قريش سوء تلقيهم لآيات الله ، وتكذيبهم بها ، وسلى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن له في الأنبياء قبله أسوة حسنة ، ثم جاء بما يشتمل على الوعد والوعيد : من رجوع الأمور إلى حكمة ومجازاة المكذب بما يستحقانه . وقرئ : (ترجع ) بضم التاء وفتحها . فإن قلت : ما وجه صحة جزاء الشرط ، ومن حق الجزاء أن يتعقب الشرط هذا سابق له ؟ قلت : معناه : وإن يكذبوك فتأس بتكذيب الرسل من قبلك ، فوضع : فقد كذبت رسل من قبلك موضع : فتأس ، استغناء بالسبب عن المسبب : أعني بالتكذيب عن التأسي . فإن قلت : ما معنى التنكير في رسل ؟ قلت : معناه : فقد كذبت رسل ، أي رسل ذوو عدد كثير . وأولو آيات ونذر ، وأهل أعمار طوال وأصحاب صبر وعزم ، وما أشبه ذلك ، وهذا أسلى له ، وأحث على المصابرة .