nindex.php?page=treesubj&link=29006_19734_30495_30497_30503_30564_32533_34342nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور
كان الكافرون يتعزرون بالأصنام ، كما قال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=81واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا [مريم : 81 ] والذين آمنوا بألسنتهم من غير مواطأة قلوبهم كانوا يتعززون بالمشركين ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا [النساء : 139 ] فبين أن لا عزة إلا لله ولأوليائه . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين [المنافقون : 8 ] والمعنى فليطلبها عند الله ، فوضع قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10فلله العزة جميعا موضعه ، استغناء به عنه لدلالته عليه ; لأن الشيء لا يطلب إلا عند صاحبه ومالكه . ونظيره قولك : من أراد النصيحة فهي عند الأبرار ، تريد : فليطلبها عندهم ، إلا أنك أقمت ما يدل عليه مقامه . ومعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10فلله العزة جميعا أن العزة كلها مختصة بالله : عزة الدنيا وعزة الآخرة . ثم عرف أن ما تطلب به العزة هو الإيمان والعمل الصالح بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والكلم الطيب : لا إله إلا الله . عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس -رضي الله عنهما - : يعني أن هذه الكلم لا تقبل . ولا تصعد إلى السماء فتكتب حيث تكتب الأعمال المقبولة ، كما قال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=18إن كتاب الأبرار لفي عليين [المطففين : 18 ] إلا إذا اقترن بها العمل الصالح الذي يحققها ويصدقها فرفعها وأصعدها . وقيل : الرافع الكلم ، والمرفوع العمل ; لأنه لا يقبل عمل إلا من موحد . وقيل : الرافع هو الله تعالى ، والمرفوع العمل . وقيل :
nindex.php?page=treesubj&link=24406الكلم الطيب : كل ذكر من تكبير وتسبيح وتهليل وقراءة قرآن ودعاء واستغفار وغير ذلك . وعن النبي صلى الله عليه وسلم :
"هو قول الرجل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر إذا قالها العبد عرج بها الملك إلى السماء فحيا بها وجه الرحمن فإذا لم يكن عمل صالح لم يقبل منه " . وفى الحديث :
"ولا يقبل الله قولا إلا بعمل ، [ ص: 145 ] ولا يقبل قولا ولا عملا إلا بنية ، ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بإصابة السنة ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16420ابن المقفع : قول بلا عمل كثريد بلا دسم ، وسحاب بلا مطر ، وقوس بلا وتر . وقرئ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب على البناء للمفعول . و
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب على تسمية الفاعل ، من أصعد . والمصعد : هو الرجل أي يصعد إلى الله عز وجل الكلم الطيب ، وإليه يصعد الكلام الطيب . وقرئ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10والعمل الصالح يرفعه ، بنصب العمل والرافع الكلم أو الله عز وجل . فإن قلت : مكر : فعل غير متعد . لا يقال : مكر فلان عمله فبم نصب "السيئات " ؟ قلت : هذه صفة للمصدر ، أو لما في حكمه ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=43ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله [فاطر : 43 ] أصله والذين مكروا والمكرات السيئات . أو
nindex.php?page=treesubj&link=32533أصناف المكر السيئات ، وعنى بهن مكرات
قريش حين اجتمعوا في دار الندوة وتداوروا الرأي في إحدى ثلاث مكرات يمكرونها برسول الله -صلى الله عليه وسلم - : إما إثباته ، أو قتله ، أو إخراجه كما حكى الله سبحانه عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك [الأنفال : 30 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10ومكر أولئك هو يبور يعني : مكر أولئك الذين مكروا تلك المكرات الثلاث هو خاصة يبور ، أي : يكسد ويفسد ، دون مكر الله بهم حين أخرجهم من
مكة وقتلهم وأثبتهم في قليب بدر ، فجمع عليهم مكراتهم جميعا وحقق فيهم قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين [الأنفال : 30 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=43ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .
nindex.php?page=treesubj&link=29006_19734_30495_30497_30503_30564_32533_34342nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةَ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ
كَانَ الْكَافِرُونَ يَتَعَزَّرُونَ بِالْأَصْنَامِ ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=81وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا [مَرْيَمَ : 81 ] وَالَّذِينَ آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ مِنْ غَيْرِ مُوَاطَأَةِ قُلُوبِهِمْ كَانُوا يَتَعَزَّزُونَ بِالْمُشْرِكِينَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [النِّسَاءَ : 139 ] فَبَيَّنَ أَنْ لَا عَزَّةَ إِلَّا لِلَّهِ وَلِأَوْلِيَائِهِ . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [الْمُنَافِقُونَ : 8 ] وَالْمَعْنَى فَلْيَطْلُبْهَا عِنْدَ اللَّهِ ، فَوُضِعَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا مَوْضِعَهُ ، اسْتِغْنَاءً بِهِ عَنْهُ لِدَلَالَتِهِ عَلَيْهِ ; لِأَنَّ الشَّيْءَ لَا يُطْلَبُ إِلَّا عِنْدَ صَاحِبِهِ وَمَالِكِهِ . وَنَظِيرُهُ قَوْلُكَ : مَنْ أَرَادَ النَّصِيحَةَ فَهِيَ عِنْدَ الْأَبْرَارِ ، تُرِيدُ : فَلْيَطْلُبْهَا عِنْدَهُمْ ، إِلَّا أَنَّكَ أَقَمْتَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَقَامَهُ . وَمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا أَنَّ الْعِزَّةَ كُلَّهَا مُخْتَصَّةٌ بِاللَّهِ : عَزَّةُ الدُّنْيَا وَعَزَّةُ الْآخِرَةِ . ثُمَّ عَرَّفَ أَنَّ مَا تُطْلَبُ بِهِ الْعِزَّةُ هُوَ الْإِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالْكَلِمُ الطَّيِّبُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - : يَعْنِي أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَ لَا تُقْبَلُ . وَلَا تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ فَتُكْتَبُ حَيْثُ تُكْتَبُ الْأَعْمَالُ الْمَقْبُولَةُ ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=18إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ [الْمُطَفِّفينَ : 18 ] إِلَّا إِذَا اقْتَرَنَ بِهَا الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي يُحَقِّقُهَا وَيُصَدِّقُهَا فَرَفَعَهَا وَأَصْعَدَهَا . وَقِيلَ : الرَّافِعُ الْكَلِمُ ، وَالْمَرْفُوعُ الْعَمَلُ ; لِأَنَّهُ لَا يُقْبَلُ عَمَلٌ إِلَّا مِنْ مُوَحِّدٍ . وَقِيلَ : الرَّافِعُ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَالْمَرْفُوعُ الْعَمَلُ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=24406الْكَلِمُ الطَّيِّبُ : كُلُّ ذِكْرٍ مِنْ تَكْبِيرٍ وَتَسْبِيحٍ وَتَهْلِيلٍ وَقِرَاءَةِ قُرْآنٍ وَدُعَاءٍ وَاسْتِغْفَارٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ إِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ عَرَجَ بِهَا الْمَلَكُ إِلَى السَّمَاءِ فَحَيَّا بِهَا وَجْهَ الرَّحْمَنِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَمَلٌ صَالِحٌ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ " . وَفى الْحَدِيثِ :
"وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ قَوْلًا إِلَّا بِعَمَلٍ ، [ ص: 145 ] وَلَا يَقْبَلُ قَوْلًا وَلَا عَمَلًا إِلَّا بِنِيَّةٍ ، وَلَا يَقْبَلُ قَوْلًا وَعَمَلًا وَنِيَّةً إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16420ابْنِ الْمُقَفَّعِ : قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ كَثَرِيدٍ بِلَا دَسَمٍ ، وَسَحَابٍ بِلَا مَطَرٍ ، وَقَوْسٍ بِلَا وَتَرٍ . وَقُرِئَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ ، مِنْ أَصْعَدَ . وَالْمِصْعَدُ : هُوَ الرَّجُلُ أَيْ يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ، وَإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلَامُ الطَّيِّبُ . وَقُرِئَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ، بِنَصْبِ الْعَمَلِ وَالرَّافِعُ الْكَلِمُ أَوِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . فَإِنْ قُلْتَ : مَكَرَ : فِعْلٌ غَيْرُ مُتَعَدٍّ . لَا يُقَالُ : مَكَرَ فُلَانٌ عَمَلَهُ فَبِمَ نُصِبَ "السَّيِّئَاتِ " ؟ قُلْتُ : هَذِهِ صِفَةٌ لِلْمَصْدَرِ ، أَوْ لِمَا في حُكْمِهِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=43وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ [فَاطِرَ : 43 ] أَصْلُهُ وَالَّذِينَ مَكَرُوا وَالْمَكَرَاتُ السَّيِّئَاتُ . أَوْ
nindex.php?page=treesubj&link=32533أَصْنَافُ الْمَكْرِ السَّيِّئَاتُ ، وَعَنَى بِهِنَّ مَكَرَاتِ
قُرَيْشٍ حِينَ اجْتَمَعُوا في دَارِ النَّدْوَةِ وَتَدَاوَرُوا الرَّأْيَ في إِحْدَى ثَلَاثِ مَكَرَاتٍ يَمْكُرُونَهَا بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِمَّا إِثْبَاتُهُ ، أَوْ قَتْلُهُ ، أَوْ إِخْرَاجُهُ كَمَا حَكَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ [الْأَنْفَالَ : 30 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ يَعْنِي : مَكَرَ أُولَئِكَ الَّذِينَ مَكَرُوا تِلْكَ الْمَكَرَاتِ الثَّلَاثَ هُوَ خَاصَّةً يَبُورُ ، أَيْ : يَكْسُدُ وَيَفْسُدُ ، دُونَ مَكْرِ اللَّهِ بِهِمْ حِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ
مَكَّةَ وَقَتَلَهُمْ وَأَثْبَتَهُمْ في قَلِيبِ بَدْرٍ ، فَجَمَعَ عَلَيْهِمْ مَكَرَاتِهِمْ جَمِيعًا وَحَقَّقَ فيهِمْ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الْأَنْفَالَ : 30 ] وَقَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=43وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ .