إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير
"بالحق " حال من أحد الضميرين ، يعني : محقا أو محقين ، أو صفة للمصدر ، أي : إرسالا مصحوبا بالحق . أو صلة لبشير ونذير على : بشيرا بالوعد الحق ، ونذيرا بالوعيد الحق . والأمة الجماعة الكثيرة . قال الله تعالى : وجد عليه أمة من الناس ، ويقال لأهل كل عصر : أمة ، وفى حدود المتكلمين : الأمة هم المصدقون بالرسول -صلى الله عليه وسلم - دون المبعوث إليهم ، وهم الذين يعتبر إجماعهم ، والمراد ها هنا : أهل العصر . فإن قلت : كم من أمة في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ولم يخل فيها نذير ؟ قلت : إذا كانت آثار النذارة باقية لم تخل من نذير إلى أن تندرس ، حين اندرست آثار نذارة عيسى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن قلت : كيف اكتفى بذكر النذير عن البشير في آخر الآية بعد ذكرهما ؟ قلت : لما كانت النذارة مشفوعة بالبشارة لا محالة ، دل ذكرها على ذكرها ، لا سيما قد اشتملت الآية على ذكرهما .