وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم
فإن قلت : قد ذكر ما دل على انتفاء إيمانهم مع ثبوت الإنذار ، ثم قفاه بقوله : إنما [ ص: 168 ] تنذر وإنما كانت تصح هذه التقفية لو كان الإنذار منفيا . قلت : هو كما قلت ، ولكن لما كان ذلك نفيا للإيمان مع وجود الإنذار ، وكان معناه أن البغية المرومة بالإنذار غير حاصلة وهي الإيمان قفى بقوله : إنما تنذر على معنى : إنما تحصل البغية بإنذارك من غير هؤلاء المنذرين وهم المتبعون للذكر ، وهو القرآن أو الوعظ ، الخاشون ربهم .