[ ص: 298 ] nindex.php?page=treesubj&link=29010_30451_30610nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار

أصل الكلام: أمن حق عليه كلمة العذاب فأنت تنقذه، جملة شرطية دخل عليها همزة الإنكار، والفاء فاء الجزاء، ثم دخلت الفاء التي في أولها للعطف على محذوف يدل عليه الخطاب، تقديره: أأنت مالك أمرهم، فمن حق عليه العذاب فأنت تنقذه، والهمزة الثانية هي الأولى، كررت لتوكيد معنى الإنكار والاستبعاد، ووضع nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19من في النار موضع الضمير، فالآية على هذا جملة واحدة. ووجه آخر: وهو أن تكون الآية جملتين: أفمن حق عليه العذاب فأنت تخلصه؟ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفأنت تنقذ من في النار ؟ وإنما جاز حذف: فأنت تخلصه; لأن nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفأنت تنقذ يدل عليه، نزل استحقاقهم العذاب وهم في الدنيا منزلة دخولهم النار، حتى نزل اجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكده نفسه في دعائهم إلى الإيمان في منزلة إنقاذهم من النار. وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفأنت تنقذ يفيد أن الله تعالى هو الذي يقدر على الإنقاذ من النار وحده، لا يقدر على ذلك أحد غيره، فكما لا تقدر أنت أن تنقد الداخل في النار من النار، لا تقدر أن تخلصه مما هو فيه من استحقاق العذاب بتحصيل الإيمان فيه.

[ ص: 298 ] nindex.php?page=treesubj&link=29010_30451_30610nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ

أَصْلُ الْكَلَامِ: أَمَّنَ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ فَأَنْتِ تُنْقِذُهُ، جُمْلَةٌ شَرْطِيَّةٌ دَخَلَ عَلَيْهَا هَمْزَةُ الْإِنْكَارِ، وَالْفَاءُ فَاءُ الْجَزَاءِ، ثُمَّ دَخَلَتِ الْفَاءُ الَّتِي في أَوَّلِهَا لِلْعَطْفِ عَلَى مَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْخِطَابُ، تَقْدِيرُهُ: أَأَنْتَ مَالِكُ أَمْرِهِمْ، فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ فَأَنْتَ تُنْقِذُهُ، وَالْهَمْزَةُ الثَّانِيَةُ هِيَ الْأُولَى، كُرِّرَتْ لِتَوْكِيدِ مَعْنَى الْإِنْكَارِ وَالِاسْتِبْعَادِ، وَوُضِعَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19مَنْ فِي النَّارِ مَوْضِعَ الضَّمِيرِ، فَالْآيَةُ عَلَى هَذَا جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ. وَوَجْهٌ آخَرُ: وَهُوَ أَنْ تَكُونَ الْآيَةُ جُمْلَتَيْنِ: أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ فَأَنْتَ تُخَلِّصُهُ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ؟ وَإِنَّمَا جَازَ حَذْفُ: فَأَنْتَ تُخَلِّصُهُ; لِأَنَّ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ يَدُلُّ عَلَيْهِ، نَزَلَ اسْتِحْقَاقُهُمُ الْعَذَابَ وَهُمْ في الدُّنْيَا مَنْزِلَةَ دُخُولِهِمُ النَّارَ، حَتَّى نَزَلَ اجْتِهَادُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَدُّهُ نَفْسَهُ في دُعَائِهِمْ إِلَى الْإِيمَانِ في مَنْزِلَةِ إِنْقَاذِهِمْ مِنَ النَّارِ. وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ يُفيدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يَقْدِرُ عَلَى الْإِنْقَاذِ مِنَ النَّارِ وَحْدَهُ، لَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ غَيْرُهُ، فَكَمَا لَا تَقْدِرُ أَنْتَ أَنْ تَنْقُدَ الدَّاخِلَ في النَّارِ مِنَ النَّارِ، لَا تَقْدِرُ أَنْ تُخَلِّصَهُ مِمَّا هُوَ فيهِ مِنَ اسْتِحْقَاقِ الْعَذَابِ بِتَحْصِيلِ الْإِيمَانِ فيهِ.