وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
ادعوني اعبدوني، والدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن، ويدل عليه قوله تعالى: إن الذين يستكبرون عن عبادتي والاستجابة: الإثابة; وفى تفسير : اعبدوني أثبكم. وعن مجاهد -وقد سئل عنها-: اعملوا وأبشروا، فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله. وعن الحسن أنه قيل له: ادع الله، فقال: إن ترك الذنوب هو الدعاء. وفى الحديث: الثوري وروى "إذا شغل عبدي طاعتي عن الدعاء، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" رضي الله عنه، عن [ ص: 357 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: النعمان بن بشير وقرأ هذه الآية. ويجوز أن يريد الدعاء والاستجابة على ظاهرهما، ويريد بعبادتي: دعائي; لأن الدعاء باب من العبادة ومن أفضل أبوابها، يصدقه قول "الدعاء هو العبادة" رضي الله عنهما: أفضل العبادة الدعاء. وعن ابن عباس : أعطى الله هذه الأمة ثلاث خلال لم يعطهن إلا نبيا مرسلا كان يقول لكل نبي: أنت شاهدي على خلقي، وقال لهذه الأمة: كعب لتكونوا شهداء على الناس [البقرة: 143]; وكان يقول: ما عليك من حرج، وقال لنا: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج [المائدة: 6] وكان يقول: أدعني أستجب لك; وقال لنا: ادعوني أستجب لكم . وعن : وحدوني أغفر لكم، وهذا تفسير للدعاء بالعبادة، ثم للعبادة بالتوحيد. "داخرين" صاغرين. ابن عباس