فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون
فإما نرينك أصله: فإن نرك. و "ما" مزيدة لتأكيد معنى الشرط، ولذلك ألحقت النون بالفعل ألا تراك لا تقول: إن تكرمني أكرمك، ولكن: إما تكرمني أكرمك. فإن قلت: لا يخلو إما أن تعطف أو نتوفينك على "نرينك" وتشركهما في جزاء واحد وهو قوله تعالى: فإلينا يرجعون فقولك: فإما نرينك بعض الذي نعدهم فإلينا يرجعون: غير صحيح، وإن جعلت فإلينا يرجعون مختصا بالمعطوف الذي هو نتوفينك، بقي المعطوف عليه بغير جزاء. قلت: فإلينا يرجعون متعلق بنتوفينك، وجزاء "نرينك" محذوف، تقديره: فإما نرينك بعض الذي نعدهم من العذاب وهو القتل والأسر يوم بدر فذاك، أو أن نتوفينك قبل يوم بدر فإلينا يرجعون يوم القيامة فننتقم منهم أشد الانتقام ونحوه قوله [ ص: 362 ] تعالى: فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون [الزخرف: 41- 42].