nindex.php?page=treesubj&link=29013_28723_31753_32445_33677_34252_34263nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11فاطر السماوات قرئ بالرفع والجر، فالرفع على أنه أحد أخبار ذلكم، أو خبر مبتدأ محذوف، والجر على: فحكمه إلى الله فاطر السماوات، و "ذلكم" إلى "أنيب" اعتراض بين الصفة والموصوف
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11جعل لكم خلق لكم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11من أنفسكم من جنسكم من الناس
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11أزواجا ومن الأنعام أي: خلق من الأنعام أزواجا. ومعناه: وخلق للأنعام أيضا من أنفسها أزواجا "يذرؤكم" يكثركم، يقال: ذرأ الله الخلق: بثهم وكثرهم. والذر، والذرو، والذرء: أخوات. "فيه" في هذا التدبير، وهو أن جعل للناس والأنعام أزواجا، حتى كان بين ذكورهم وإناثهم التوالد والتناسل. والضمير في "يذرؤكم" يرجع إلى المخاطبين والأنعام، مغلبا فيه المخاطبون العقلاء على الغيب مما لا يعقل، وهي من
[ ص: 397 ] الأحكام ذات العلتين، فإن قلت: ما معنى يذرؤكم في هذا التدبير؟ وهلا قيل: يذرؤكم به؟ قلت: جعل هذا التدبير كالمنبع والمعدن للبث والتكثير; ألا تراك تقول: للحيوان في خلق الأزواج تكثير، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179ولكم في القصاص حياة [البقرة: 179] قالوا: مثلك لا يبخل، فنفوا البخل عن مثله، وهم يريدون نفيه عن ذاته، قصدوا المبالغة في ذلك فسلكوا به طريق الكناية; لأنهم إذا نفوه عمن يسد مسده وعمن هو على أخص أوصافه، فقد نفوه عنه. ونظيره قولك للعربي: العرب لا تخفر الذمم، كان أبلغ من قولك: أنت لا تخفر. ومنه قولهم: قد أيفعت لداته وبلغت أترابه، يريدون: إيفاعه وبلوغه. وفى حديث
رقيقة بنت صيفى في سقيا
عبد المطلب: "ألا وفيهم الطيب الطاهر لذاته"
[ ص: 398 ] والقصد إلى طهارته وطيبه، فإذا علم أنه من باب الكناية لم يقع فرق بين قوله: ليس كالله شيء، وبين قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء إلا ما تعطيه الكناية من فائدتها، وكأنهما عبارتان معتقبتان على معنى واحد: وهو نفى المماثلة عن ذاته، ونحوه قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بل يداه مبسوطتان [المائدة: 64] فإن معناه: بل هو جواد من غير تصور يد ولا بسط لها; لأنها وقعت عبارة عن الجود لا يقصدون شيئا آخر، حتى إنهم استعملوها فيمن لا يد له، فكذلك استعمل هذا فيمن له مثل ومن لا مثل له، ولك أن تزعم أن كلمة التشبيه كررت للتأكيد، كما كررها من قال [من الرجز]:
وصاليات ككما يؤثفين
[ ص: 399 ] ومن قال [من الرجز]:
فأصبحت مثل كعصف مأكول
nindex.php?page=treesubj&link=29013_28723_31753_32445_33677_34252_34263nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ قُرِئَ بِالرَّفْعِ وَالْجَرِّ، فَالرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ أَحَدُ أَخْبَارِ ذَلِكُمْ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وَالْجَرُّ عَلَى: فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ، وَ "ذَلِكُمْ" إِلَى "أُنِيبُ" اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الصِّفَةِ وَالْمَوْصُوفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11جَعَلَ لَكُمْ خَلَقَ لَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11مِنْ أَنْفُسِكُمْ مِنْ جِنْسِكُمْ مِنَ النَّاسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَيْ: خَلَقَ مِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا. وَمَعْنَاهُ: وَخَلَقَ لِلْأَنْعَامِ أَيْضًا مِنْ أَنْفُسِهَا أَزْوَاجًا "يَذْرَؤُكُمْ" يُكْثِرُكُمْ، يُقَالُ: ذَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ: بَثَّهُمْ وَكَثَّرَهُمْ. وَالذَّرُّ، وَالذَّرْوُ، وَالذَّرْءُ: أَخَوَاتٌ. "فيهِ" في هَذَا التَّدْبِيرِ، وَهُوَ أَنْ جَعَلَ لِلنَّاسِ وَالْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا، حَتَّى كَانَ بَيْنَ ذُكُورِهِمْ وَإِنَاثِهِمُ التَّوَالُدُ وَالتَّنَاسُلُ. وَالضَّمِيرُ في "يَذْرَؤُكُمْ" يَرْجِعُ إِلَى الْمُخَاطَبِينَ وَالْأَنْعَامِ، مُغَلِّبًا فيهِ الْمُخَاطَبُونَ الْعُقَلَاءُ عَلَى الْغَيْبِ مِمَّا لَا يَعْقِلُ، وَهِيَ مِنْ
[ ص: 397 ] الْأَحْكَامِ ذَاتِ الْعِلَّتَيْنِ، فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى يَذْرَؤُكُمْ في هَذَا التَّدْبِيرِ؟ وَهَلَّا قِيلَ: يَذْرَؤُكُمْ بِهِ؟ قُلْتُ: جَعَلَ هَذَا التَّدْبِيرَ كَالْمَنْبَعِ وَالْمَعْدِنِ لِلْبَثِّ وَالتَّكْثِيرِ; أَلَا تَرَاكَ تَقُولُ: لِلْحَيَوَانِ في خَلْقِ الْأَزْوَاجِ تَكْثِيرٌ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ [الْبَقَرَةُ: 179] قَالُوا: مِثْلُكَ لَا يَبْخَلُ، فَنَفَوُا الْبُخْلَ عَنْ مِثْلِهِ، وَهُمْ يُرِيدُونَ نَفيهُ عَنْ ذَاتِهِ، قَصَدُوا الْمُبَالَغَةَ في ذَلِكَ فَسَلَكُوا بِهِ طَرِيقَ الْكِنَايَةِ; لِأَنَّهُمْ إِذَا نَفَوْهُ عَمَّنْ يَسُدُّ مَسَدَّهُ وَعَمَّنْ هُوَ عَلَى أَخَصِّ أَوْصَافِهِ، فَقَدْ نَفَوْهُ عَنْهُ. وَنَظِيرُهُ قَوْلُكَ لِلْعَرَبِيِّ: الْعَرَبُ لَا تَخْفِرُ الذِّمَمَ، كَانَ أَبْلَغُ مِنْ قَوْلِكَ: أَنْتَ لَا تَخْفِرُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَدْ أَيْفَعَتْ لِدَاتُهُ وَبَلَغَتْ أَتْرَابُهُ، يُرِيدُونَ: إِيفَاعَهُ وَبُلُوغَهُ. وَفى حَدِيثِ
رُقَيْقَةَ بِنْتِ صَيْفى في سُقْيَا
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: "أَلَا وَفيهِمُ الطَّيِّبُ الطَّاهِرُ لِذَاتِهِ"
[ ص: 398 ] وَالْقَصْدُ إِلَى طَهَارَتِهِ وَطِيبِهِ، فَإِذَا عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ بَابِ الْكِنَايَةِ لَمْ يَقَعْ فَرْقٌ بَيْنَ قَوْلِهِ: لَيْسَ كَاللَّهِ شَيْءٌ، وَبَيْنَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ إِلَّا مَا تُعْطِيهِ الْكِنَايَةُ مِنْ فَائِدَتِهَا، وَكَأَنَّهُمَا عِبَارَتَانِ مُعْتَقِبَتَانِ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ: وَهُوَ نَفى الْمُمَاثَلَةِ عَنْ ذَاتِهِ، وَنَحْوُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [الْمَائِدَةُ: 64] فَإِنَّ مَعْنَاهُ: بَلْ هُوَ جَوَادٌ مِنْ غَيْرِ تَصَوُّرِ يَدٍ وَلَا بَسْطٍ لَهَا; لِأَنَّهَا وَقَعَتْ عِبَارَةٌ عَنِ الْجُودِ لَا يَقْصِدُونَ شَيْئًا آخَرَ، حَتَّى إِنَّهُمُ اسْتَعْمَلُوهَا فيمَنْ لَا يَدَ لَهُ، فَكَذَلِكَ اسْتَعْمَلَ هَذَا فيمَنْ لَهُ مِثْلُ وَمَنْ لَا مِثْلَ لَهُ، وَلَكَ أَنْ تَزْعُمَ أَنَّ كَلِمَةَ التَّشْبِيهِ كُرِّرَتْ لِلتَّأْكِيدِ، كَمَا كَرَّرَهَا مَنْ قَالَ [مِنَ الرَّجَزِ]:
وَصَالِيَاتٍ كَكَمَا يُؤْثَفينَ
[ ص: 399 ] وَمَنْ قَالَ [مِنَ الرَّجَزِ]:
فَأَصْبَحْتُ مِثْلَ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ