وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون
نموت ونحيا نموت نحن ويحيا وأولادنا، أو يموت بعض ويحيا بعض، أو نكون مواتا نطفا في الأصلاب، ونحيا بعد ذلك، أو يصيبنا الأمران : الموت والحياة، يريدون: الحياة في الدنيا والموت بعدها، وليس وراء ذلك حياة. وقرئ: (نحيا) بضم النون. وقرئ: (إلا دهر يمر) ما يقولون ذلك عن علم، ولكن عن ظن وتخمين: كانوا يزعمون أن مرور الأيام والليالي هو المؤثر في هلاك الأنفس، وينكرون ملك الموت وقبضه الأرواح بأمر الله، وكانوا يضيفون كل حادثة تحدث إلى الدهر والزمان، وترى [ ص: 488 ] أشعارهم ناطقة بشكوى الزمان. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: أي: فإن الله هو الآتي بالحوادث لا الدهر. "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر"