ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون
[ ص: 492 ] ومن أضل معنى الاستفهام فيه إنكار أن يكون في الضلال كلهم أبلغ ضلالا من عبدة الأصنام، حيث يتركون دعاء السميع المجيب القادر على تحصيل كل بغية ومرام، ويدعون من دونه جمادا لا يستجيب لهم ولا قدرة به على استجابة أحد منهم ما دامت الدنيا وإلى أن تقوم القيامة، وإذا قامت القيامة وحشر الناس: كانوا لهم أعداء، وكانوا عليهم ضدا، فليسوا في الدارين إلا على نكد ومضرة، لا تتولاهم في الدنيا بالاستجابة; وفى الآخرة تعاديهم وتجحد عبادتهم. وإنما قيل: "من" و "هم"; لأنه أسند إليهم ما يسند إلى أولي العلم من الاستجابة والغفلة; ولأنهم كانوا يصفونهم بالتمييز جهلا وغباوة. ويجوز أن يريد: كل معبود من دون الله من الجن والإنس والأوثان، فغلب غير الأوثان عليها. قرئ: (ما لا يستجيب) وقرئ: (يدعو غير الله من لا يستجيب)، ووصفهم بترك الاستجابة والغفلة طريقه طريق التهكم بها وبعبدتها. ونحوه قوله تعالى: إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم