ألقيا في جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد
"ألقيا" خطاب من الله تعالى للملكين السابقين: السائق والشهيد، ويجوز أن يكون خطابا للواحد على وجهين: أحدهما قول : إن تثنية الفاعل نزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهما، كأنه قيل: ألق ألق: للتأكيد. والثاني: أن العرب أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان، فكثر على ألسنتهم أن يقولوا: خليلي وصاحبي، وقفا وأسعدا، حتى خاطبوا الواحد خطاب الاثنين، عن المبرد أنه كان يقول: يا حرسي، اضربا عنقه. وقرأ الحجاج (ألقين) بالنون الخفيفة. ويجوز أن تكون الألف في "ألقيا" بدلا من النون: إجراء للوصل مجرى الوقف "عنيد" معاند مجانب للحق معاد لأهله الحسن: مناع للخير كثير المنع للمال على حقوقه، جعل ذلك عادة له لا يبذل منه شيئا قط، أو مناع لجنس الخير أن يصل إلى أهله يحول بينه وبينهم. قيل: نزلت في الوليد بن المغيرة ، كان يمنع بني أخيه من الإسلام، وكان يقول: من دخل معكم فيه لم أنفعه بخير ما عشت "معتد" ظالم متخط للحق "مريب" [ ص: 600 ] شاك في الله وفى دينه الذي جعل مبتدأ مضمن معنى الشرط، ولذلك أجيب بالفاء. ويجوز أن يكون الذي جعل منصوبا بدلا من كل كفار ويكون "فألقياه" تكريرا للتوكيد.