"فنقبوا" وقرئ بالتخفيف: فخرقوا في البلاد ودوخوا. والتنقيب: التنقير عن الأمر والبحث والطلب. قال الحارث بن حلزة [من الخفيف]:
نقبوا في البلاد من حذر المو ت وجالوا في الأرض كل مجال
ودخلت الفاء للتسبيب عن قوله: هم أشد منهم بطشا أي: شدة بطشهم أبطرتهم وأقدرتهم على التنقيب وقوتهم عليه. ويجوز أن يراد: فنقب أهل مكة في أسفارهم ومسايرهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصا حتى يؤملوا مثله لأنفسهم، والدليل على صحته قراءة من قرأ: (فنقبوا) على الأمر، كقوله: فسيحوا في الأرض [التوبة: 2] وقرئ بكسر القاف مخففة من النقب وهو أن يتنقب خف البعير. قال [من الرجز]:
ما مسها من نقب ولا دبر
[ ص: 604 ] والمعنى: فنقبت أخفاف إبلهم، أو: حفيت أقدامهم ونقبت، كما تنقب أخفاف الإبل لكثرة طوفهم في البلاد هل من محيص من الله، أو من الموت.