أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون .
[ ص: 33 ] أفرأيتم ما تحرثون ه من الطعام، أي: تبذرون حبه وتعملون في أرضه أأنتم تزرعونه تنبتونه وتردونه نباتا، يرف وينمي إلى أن يبلغ الغاية. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " قال لا يقولن أحدكم: زرعت، وليقل: حرثت : أرأيتم إلى قوله: أبو هريرة أفرأيتم ... الآية.. والحطام: من حطم، كالفتات والجذاذ من فت وجذ: وهو ما صار هشيما وتحطم "فظلتم" على الأصل "تفكهون" تعجبون. وعن رضي الله عنه: تندمون على تعبكم فيه وإنفاقكم عليه. أو على ما اقترفتم من المعاصي التي أصبتم بذلك من أجلها. وقرئ: تفكنون. ومنه الحديث: " الحسن مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء. فبينا هم إذ غار ماؤها فانتفع بها قوم وبقي قوم يتفكنون " أي: يتندمون "إنا لمغرمون" لملزمون غرامة ما أنفقنا. ومهلكون لهلاك رزقنا، من الغرام: وهو الهلاك "بل نحن" قوم "محرومون" محارفون محدودون، لا حظ لنا ولا بخت لنا; ولو كنا مجدودين، لما جرى علينا هذا. وقرئ: "أئنا".