مهادا فراشا. وقرئ مهدا ومعناه: أنها لهم كالمهد للصبي : وهو ما يمهد له فينوم عليه، تسمية للممهود بالمصدر، ك "ضرب الأمير". أو وصفت بالمصدر. أو بمعنى: ذات مهد، أي: أرسيناها بالجبال كما يرسى البيت بالأوتاد سباتا موتا. والمسبوت. الميت، من السبت وهو القطع; لأنه مقطوع عن الحركة. والنوم: أحد التوفيين، وهو على بناء الأدواء. ولما جعل النوم موتا، جعل اليقظة معاشا، أي: حياة في قوله: وجعلنا النهار معاشا [النبإ: 11]. أي: وقت معاش تستيقظون فيه وتتقلبون في حوائجكم ومكاسبكم. وقيل: السبات الراحة لباسا يستركم عن العيون إذا أردتم هربا من عدو، أو بياتا له. أو إخفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من كثير من الأمور [من الطويل]:
وكم لظلام الليل عندك من يد تخبر أن المانوية تكذب
سبعا سبع سموات شدادا جمع شديدة، يعني: محكمة قوية الخلق لا يؤثر فيها مرور الأزمان وهاجا متلألئا وقادرا، يعني: الشمس. وتوهجت النار: إذا تلمظت [ ص: 296 ] فتوهجت بضوئها وحرها.المعصرات: السحائب إذا أعصرت، أي: شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر، كقولك: أجز الزرع، إذا حان له أن يجز. ومنه: أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض. وقرأ : "بالمعصرات"، وفيه وجهان: أن تراد الرياح التي حان لها أن تعصر السحاب، وأن تراد السحائب; لأنه إذا كان الإنزال منها فهو بها، كما تقول: أعطى من يده درهما، وأعطى بيده، وعن عكرمة : المعصرات الرياح ذوات الأعاصير. وعن مجاهد الحسن : هي السموات. وتأويله: أن الماء ينزل من السماء إلى السحاب، فكأن السموات يعصرن، أي: يحملن على العصر ويمكن منه. فإن قلت: فما وجه من قرأ. وقتادة من المعصرات وفسرها بالرياح ذوات الأعاصير، والمطر لا ينزل من الرياح؟ قلت: الرياح هي التي تنشئ السحاب وتدر أخلاقه فصح أن تجعل مبدأ للإنزال; وقد جاء أن الله تعالى يبعث الرياح فتحمل الماء من السماء إلى السحاب، فإن صح ذلك فالإنزال منها ظاهر، فإن قلت: ذكر ابن كيسان أنه جعل المعصرات بمعنى المغيثات، والعاصر هو المغيث لا المعصر. يقال: عصره فاعتصر. قلت: وجهه أن يريد اللاتي أعصرن، أي: حان أن تعصر، أي: تغيث. ثجاجا منصبا بكثرة يقال: ثجه وثج نفسه وفي الحديث: "أفضل الحج: العج والثج" أي: رفع الصوت بالتلبية، وصب دماء الهدي. وكان [ ص: 297 ] مثجا يسبل غربا، يعني يثج الكلام ثجا في خطبته. وقرأ ابن عباس : ثجاجا ومثاجج الماء: مصابه، والماء ينثجج في الوادي. الأعرج
حبا ونباتا يريد ما يتقوت من الحنطة والشعير وما يعلف من التبن والحشيش، كما قال: كلوا وارعوا أنعامكم [طه: 54]. ، و والحب ذو العصف والريحان [الرحمن: 12]. ألفافا ملتفة ولا واحد له، كالأوزاع والأخياف. وقيل: الواحد لف. وقال صاحب الإقليد: أنشدني [ ص: 298 ] الحسن بن علي الطوسي
جنة لف وعيش مغدق وندامى كلهم بيض زهر