ولما عدد النعم في نفسه: أتبعه ذكر النعم فيما يحتاج إليه، فقال: فلينظر الإنسان إلى طعامه إلى مطعمه الذي يعيش به كيف دبرنا أمره أنا صببنا الماء يعني الغيث. قرئ بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على البدل من الطعام، وقرأ الحسين بن علي رضي الله عنهما: "أني صببنا" بالإمالة على معنى: فلينظر الإنسان كيف صببنا الماء. وشققنا: من شق الأرض بالنبات. ويجوز أن يكون من شقها بالكراب على البقر; وأسند الشك إلى نفسه إسناد الفعل إلى السبب. والحب: كل ما حصد من نحو الحنطة والشعير وغيرهما.
[ ص: 317 ] والقضب: الرطبة. والمقضاب: أرضه، سمي بمصدر قضبه إذا قطعه; لأنه يقضب مرة بعد مرة. وحدائق غلبا يحتمل أن يجعل كل حديقة غلباء، فيريد تكاثفها وكثرة أشجارها وعظمها، كما تقول: حديقة ضخمة، وأن يجعل شجرها غلبا، أي: عظاما غلاظا. والأصل في الوصف بالغلب: الرقاب; فاستعير. قال عمرو بن معد يكرب [من الكامل]:
يمشي بها غلب الرقاب كأنهم بزل كسين من الكحيل جلالا
والأب: المرعى، لأنه يؤب أي يؤم وينتجع. والأب والأم أخوان قال [من الرمل]:جذمنا قيس ونجد دارنا ولنا الأب به والمكرع


