[ ص: 367 ] [سورة الفجر]
مكية، وآياتها 30 وقيل: 29
[نزلت بعد الليل]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29060_32783_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1والفجر nindex.php?page=treesubj&link=29060_33030_33042_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وليال عشر nindex.php?page=treesubj&link=29060_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3والشفع والوتر nindex.php?page=treesubj&link=29060_31755_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4والليل إذا يسر nindex.php?page=treesubj&link=29060_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هل في ذلك قسم لذي حجر
أقسم بالفجر كما أقسم بالصبح في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=34والصبح إذا أسفر [المدثر: 34].
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=18والصبح إذا تنفس [التكوير: 18]. وقيل: بصلاة الفجر. أراد بالليالي العشر: عشر ذي الحجة. فإن قلت: فما بالها منكرة من بين ما أقسم به؟ قلت: لأنها ليال مخصوصة من بين جنس الليالي: العشر بعض منها. أو مخصوصة بفضيلة ليست لغيرها. فإن قلت: فهلا عرفت بلام العهد، لأنها ليال معلومة معهودة؟ قلت: لو فعل ذلك لم تستقل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير; ولأن الأحسن أن تكون اللامات متجانسة، ليكون الكلام أبعد من الألغاز والتعمية، وبالشفع والوتر: إما الأشياء كلها شفعها ووترها، وإما شفع هذه الليالي ووترها. ويجوز أن يكون شفعها يوم النحر، ووترها يوم عرفة، لأنه تاسع أيامها وذاك عاشرها، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسرهما بذلك. وقد أكثروا في الشفع والوتر حتى كادوا يستوعبون أجناس ما يقعان فيه، وذلك قليل الطائل، جدير بالتلهي عنه، وبعد ما أقسم بالليالي المخصوصة أقسم بالليل على العموم
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4إذا يسر إذا يمضي; كقوله:
[ ص: 368 ] nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=33والليل إذ أدبر [المدثر: 33].
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=17والليل إذا عسعس [التكوير: 17]. وقرئ: "والوتر" بفتح الواو، وهما لغتان كالحبر والحبر في العدد، وفي الترة: الكسر وحده. وقرئ: الوتر بفتح الواو وكسر التاء: رواها
يونس عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو ، وقرئ "والفجر" والوتر، ويسر: بالتنوين، وهو التنوين الذي يقع بدلا من حرف الإطلاق. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وليال عشر، بالإضافة يريد: وليال أيام عشر. وياء
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4يسر تحذف في الدرج، اكتفاء عنها بالكسرة، وأما في الوقف فتحذف مع الكسرة، وقيل: معنى "يسري" يسرى فيه.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هل في ذلك أي: فيما أقسمت به من هذه الأشياء
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5قسم أي: مقسم به "ذي حجر" يريد: هل يحق عنده أن تعظم بالإقسام بها. أو: هل في إقسامي بها إقسام لذي حجر، أي: هل هو قسم عظيم يؤكد بمثله المقسم عليه. والحجر: العقل; لأنه يحجر عن التهافت فيما لا ينبغي، كما سمي عقلا ونهية; لأنه يعقل وينهى. وحصاة: من الإحصاء وهو الضبط. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: يقال: إنه لذو حجر، إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها; والمقسم عليه محذوف؛ وهو "ليعذبن" يدل عليه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=6ألم تر [البقرة: 243]. إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=13فصب عليهم ربك سوط عذاب [الفجر: 13].
[ ص: 367 ] [سُورَةُ الْفَجْرِ]
مَكِّيَّةٌ، وَآيَاتُهَا 30 وَقِيلَ: 29
[نَزَلَتْ بَعْدَ اللَّيْلِ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29060_32783_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1وَالْفَجْرِ nindex.php?page=treesubj&link=29060_33030_33042_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وَلَيَالٍ عَشْرٍ nindex.php?page=treesubj&link=29060_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ nindex.php?page=treesubj&link=29060_31755_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ nindex.php?page=treesubj&link=29060_33062nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ
أَقْسَمَ بِالْفَجْرِ كَمَا أَقْسَمَ بِالصُّبْحِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=34وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ [الْمُدَّثِّرِ: 34].
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=18وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ [التَّكْوِيرِ: 18]. وَقِيلَ: بِصَلَاةِ الْفَجْرِ. أَرَادَ بِاللَّيَالِي الْعَشْرِ: عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ. فَإِنْ قُلْتَ: فَمَا بَالُهَا مُنَكَّرَةً مِنْ بَيْنِ مَا أَقْسَمَ بِهِ؟ قُلْتُ: لِأَنَّهَا لَيَالٍ مَخْصُوصَةٌ مِنْ بَيْنِ جِنْسِ اللَّيَالِي: الْعَشْرُ بَعْضٌ مِنْهَا. أَوْ مَخْصُوصَةٌ بِفَضِيلَةٍ لَيْسَتْ لِغَيْرِهَا. فَإِنْ قُلْتَ: فَهَلَّا عُرِّفَتْ بِلَامِ الْعَهْدِ، لِأَنَّهَا لَيَالٍ مَعْلُومَةٌ مَعْهُودَةٌ؟ قُلْتُ: لَوْ فُعِلَ ذَلِكَ لَمْ تَسْتَقِلَّ بِمَعْنَى الْفَضِيلَةِ الَّذِي فِي التَّنْكِيرِ; وَلِأَنَّ الْأَحْسَنَ أَنْ تَكُونَ اللَّامَاتُ مُتَجَانِسَةً، لِيَكُونَ الْكَلَامُ أَبْعَدَ مِنَ الْأَلْغَازِ وَالتَّعْمِيَةِ، وَبِالشَّفْعِ وَالْوَتَرِ: إِمَّا الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا شَفْعُهَا وَوَتْرُهَا، وَإِمَّا شَفْعُ هَذِهِ اللَّيَالِي وَوَتْرُهَا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ شَفْعُهَا يَوْمَ النَّحْرِ، وَوَتْرُهَا يَوْمَ عَرَفَةَ، لِأَنَّهُ تَاسِعُ أَيَّامِهَا وَذَاكَ عَاشِرُهَا، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَسَّرَهُمَا بِذَلِكَ. وَقَدْ أَكْثَرُوا فِي الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ حَتَّى كَادُوا يَسْتَوْعِبُونَ أَجْنَاسَ مَا يَقَعَانِ فِيهِ، وَذَلِكَ قَلِيلُ الطَّائِلِ، جَدِيرٌ بِالتَّلَهِّي عَنْهُ، وَبَعْدَ مَا أَقْسَمَ بِاللَّيَالِي الْمَخْصُوصَةِ أَقْسَمَ بِاللَّيْلِ عَلَى الْعُمُومِ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4إِذَا يَسْرِ إِذَا يَمْضِي; كَقَوْلِهِ:
[ ص: 368 ] nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=33وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ [الْمُدَّثِّرِ: 33].
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=17وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ [التَّكْوِيرِ: 17]. وَقُرِئَ: "وَالْوَتْرِ" بِفَتْحِ الْوَاوِ، وَهُمَا لُغَتَانِ كَالْحَبْرِ وَالْحِبْرِ فِي الْعَدَدِ، وَفِي التِّرَةِ: الْكَسْرُ وَحْدَهُ. وَقُرِئَ: الْوَتِرِ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِ التَّاءِ: رَوَاهَا
يُونُسُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو ، وَقُرِئَ "وَالْفَجْرِ" وَالْوَتْرِ، وَيَسْرٍ: بِالتَّنْوِينِ، وَهُوَ التَّنْوِينُ الَّذِي يَقَعُ بَدَلًا مِنْ حَرْفِ الْإِطْلَاقِ. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : وَلَيَالِ عَشْرٍ، بِالْإِضَافَةِ يُرِيدُ: وَلَيَالِ أَيَّامِ عَشْرٍ. وَيَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4يَسْرِ تُحْذَفُ فِي الدَّرَجِ، اكْتِفَاءً عَنْهَا بِالْكَسْرَةِ، وَأَمَّا فِي الْوَقْفِ فَتُحْذَفُ مَعَ الْكَسْرَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَى "يَسْرِي" يُسْرَى فِيهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هَلْ فِي ذَلِكَ أَيْ: فِيمَا أَقْسَمْتُ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5قَسَمٌ أَيْ: مُقْسَمٌ بِهِ "ذِي حِجْرٍ" يُرِيدُ: هَلْ يَحِقُّ عِنْدَهُ أَنْ تُعَظَّمَ بِالْإِقْسَامِ بِهَا. أَوْ: هَلْ فِي إِقْسَامِي بِهَا إِقْسَامٌ لِذِي حِجْرٍ، أَيْ: هَلْ هُوَ قَسَمٌ عَظِيمٌ يُؤَكَّدُ بِمِثْلِهِ الْمُقْسَمُ عَلَيْهِ. وَالْحِجْرُ: الْعَقْلُ; لِأَنَّهُ يَحْجُرُ عَنِ التَّهَافُتِ فِيمَا لَا يَنْبَغِي، كَمَا سُمِّيَ عَقْلًا وَنُهْيَةً; لِأَنَّهُ يَعْقِلُ وَيَنْهَى. وَحَصَاةً: مِنَ الْإِحْصَاءِ وَهُوَ الضَّبْطُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: إِنَّهُ لَذُو حِجْرٍ، إِذَا كَانَ قَاهِرًا لِنَفْسِهِ ضَابِطًا لَهَا; وَالْمُقْسَمُ عَلَيْهِ مَحْذُوفٌ؛ وَهُوَ "لَيُعَذَّبَنَّ" يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=6أَلَمْ تَرَ [الْبَقَرَةِ: 243]. إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=13فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ [الْفَجْرِ: 13].