وقرئ : "من يرتد" ومن "يرتدد" ، وهو في الإمام بدالين ، وهو من الكائنات التي أخبر عنها في القرآن قبل كونها ، وقيل : بل كان إحدى عشرة فرقة : ثلاث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الردة بنو مدلج ، ورئيسهم ذو الخمار وهو الأسود العنسي ، وكان كاهنا تنبأ باليمن واستولى على بلاده ، وأخرج عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وإلى سادات معاذ بن جبل اليمن ، فأهلكه الله على يد فيروز الديلمي بيته فقتله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله ليلة قتل ، فسر المسلمون وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد ، وأتى خبره في آخر شهر ربيع الأول . وبنو حنيفة ، قوم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 253 ] . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مسيلمة تنبأ وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : من [ ص: 254 ] مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله . أما بعد فإن الأرض نصفها لي ونصفها لك . فأجاب عليه الصلاة والسلام : "من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب . أما بعد ، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين" فحاربه - رضي الله عنه - بجنود المسلمين ، وقتل على يدي أبو بكر وحشي قاتل وكان يقول : قتلت خير الناس في الجاهلية ، وشر الناس في الإسلام ، أراد في جاهليتي وإسلامي ، حمزة ، وبنو أسد : قوم تنبأ فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم طليحة بن خويلد فانهزم بعد القتال إلى خالدا الشام ثم أسلم وحسن إسلامه ، وسبع في عهد - رضي الله عنه - : أبي بكر فزارة قوم عيينة بن حصين ، وغطفان قوم قرة بن سلمة القشيري ، وبنو سليم قوم الفجاءة بن عبد يا ليل ، وبنو يربوع ، قوم مالك بن نويرة ، وبعض تميم قوم سجاح بنت المنذر المتنبئة التي زوجت نفسها مسيلمة الكذاب ، وفيها يقول في كتاب استغفر واستغفري [من البسيط] : أبو العلاء المعري
أمت سجاح ووالاها مسيلمة كذابة في بني الدنيا وكذاب
وكندة : قوم الأشعث بن قيس ، وبنو بكر بن وائل بالبحرين قوم الحطيم بن زيد ، وكفى الله أمرهم على يد - رضي الله عنه - ، وفرقة واحدة في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - : عمر غسان قوم نصرته اللطيمة وسيرته إلى بلاد الروم بعد إسلامه جبلة بن الأيهم فسوف يأتي الله بقوم قيل : لما نزلت أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فقال : "قوم هذا" أبي موسى الأشعري وقيل : هم ألفان من النخع ، وخمسة آلاف من كندة وبجيلة ، وثلاثة [ ص: 255 ] آلاف من أفناء الناس جاهدوا يوم القادسية ، وقيل : هم الأنصار ، وقيل : وقال : "هذا وذووه" ثم قال : لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس سلمان سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فضرب يده على عاتق يحبهم ويحبونه : محبة العباد لربهم طاعته [ ص: 256 ] وابتغاء مرضاته ، وألا يفعلوا ما يوجب سخطه وعقابه ، ومحبة الله لعباده أن يثبهم أحسن [ ص: 257 ] الثواب على طاعتهم ويعظمهم ويثني عليهم ويرضى عنهم وأما ما يعتقده أجهل الناس وأعداهم للعلم وأهله وأمقتهم للشرع وأسوأهم طريقة ، وإن كانت طريقتهم عند أمثالهم من الجهلة والسفهاء شيئا ، وهم الفرقة المفتعلة المتفعلة من الصوف ، وما يدينون به من المحبة والعشق ، والتغني على كراسيهم خربها الله ، وفي مراقصهم عطلها الله ، بأبيات الغزل المقولة في المردان الذين يسمونهم شهداء ، وصعقاتهم التي أين عنها صعقة موسى عند دك الطور؟!! فتعالى الله عنه علوا كبيرا ، ومن كلماتهم : كما أنه بذاته يحبهم كذلك يحبون ذاته ، فإن الهاء راجعة إلى الذات دون النعوت والصفات ، ومنها : الحب شرطه أن تلحقه سكرات المحبة ، فإذا لم يكن ذلك لم تكن فيه حقيقة . فإن قلت : أين الراجع من الجزاء إلى الاسم المتضمن لمعنى الشرط؟ قلت : هو محذوف معناه : فسوف يأتي الله بقوم مكانهم أو بقوم غيرهم ، أو ما أشبه ذلك أذلة : جمع ذليل ، وأما ذلول فجمعه ذلل ، ومن زعم أنه من الذل الذي هو نقيض الصعوبة ، فقد غبى عنه أن ذلولا لا يجمع على أذلة . فإن قلت : هلا قيل أذلة للمؤمنين أعزة على الكافرين؟ قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أن يضمن الذل معنى الحنو والعطف كأنه قيل : عاطفين عليهم على وجه التذلل والتواضع ، والثاني : أنهم مع شرفهم وعلو طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خافضون لهم أجنحتهم ، ونحوه قوله عز وجل : أشداء على الكفار رحماء بينهم [الفتح : 29] وقرئ : أذلة وأعزة بالنصب على الحال ولا يخافون لومة لائم يحتمل أن تكون الواو للحال ، على أنهم يجاهدون وحالهم في المجاهدة خلاف حال المنافقين ، فإنهم كانوا موالين لليهود - لعنت [ ص: 258 ] فإذا خرجوا في جيش المؤمنين خافوا أولياءهم اليهود ، فلا يعملون شيئا مما يعلمون أنه يلحقهم فيه لوم من جهتهم ، وأما المؤمنون فكانوا يجاهدون لوجه الله لا يخافون لومة لائم قط ، وأن تكون للعطف ، على أن من صفتهم ، وأنهم صلاب في دينهم ، إذا شرعوا في أمر من أمور الدين إنكار منكر أو أمر بمعروف ، مضوا فيه كالمسامير المحماة ، لا يرعبهم قول قائل ولا اعتراض معترض ولا لومة لائم ، يشق عليه جدهم في إنكارهم وصلابتهم في أمرهم ، واللومة : المرة من اللوم ، وفيها وفي التنكير مبالغتان كأنه قيل : لا يخافون شيئا قط من لوم أحد من اللوام ، و المجاهدة في سبيل الله ذلك : إشارة إلى ما وصف به القوم من المحبة والذلة والعزة والمجاهدة وانتفاء خوف اللومة يؤتيه : يوفق له من يشاء : ممن يعلم أن له لطفا واسع كثير الفواضل والألطاف عليم بمن هو من أهلها .