قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم
ما لا يملك : هو عيسى ، أي : شيئا لا يستطيع أن يضركم بمثل ما يضركم به الله من البلايا والمصائب في الأنفس والأموال ، ولا أن ينفعكم بمثل ما ينفعكم به من صحة الأبدان والسعة والخصب ، ولأن كل ما يستطيعه البشر من المضار والمنافع فبإقدار الله وتمكينه ، فكأنه لا يملك منه شيئا ، وهذا دليل قاطع على أن أمره مناف للربوبية ، حيث جعله لا يستطيع ضرا ولا نفعا ، وصفة الرب أن يكون قادرا على كل شيء لا يخرج مقدور على قدرته والله هو السميع العليم متعلق بـ “ أتعبدون" ، أي : أتشركون بالله ولا تخشونه ، وهو الذي يسمع ما تقولون ويعلم ما تعتقدون أو أتعبدون العاجز والله هو السميع العليم الذي يصح منه أن يسمع كل مسموع ويعلم كل معلوم ، ولن يكون كذلك إلا وهو حي قادر .