وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير
فإن قلت : علام عطف قوله : وأن أقيموا ؟
قلت : على موضع : " لنسلم" ; كأنه قيل : " وأمرنا أن نسلم" ، " وأن أقيموا" ، ويجوز أن يكون التقدير : " وأمرنا لأن نسلم" ، ولأن أقيموا : أي : للإسلام ، ولإقامة الصلاة قوله الحق : مبتدأ ، ويوم يقول : خبره مقدما عليه ، وانتصابه بمعنى : الاستقراء ; كقولك : يوم الجمعة القتال ، واليوم بمعنى : الحين ، والمعنى : أنه خلق السماوات والأرض قائما بالحق والحكمة ، وحين يقول لشيء من الأشياء : " كن " فيكون ذلك الشيء ، قوله الحق والحكمة ، أي : لا يكون شيئا من السماوات والأرض ، وسائر المكونات ، إلا عن حكمة وصواب ، و يوم ينفخ : ظرف ، لقوله : وله الملك ; كقوله : لمن الملك اليوم ؟ [غافر : 16] ويجوز أن يكون : " قوله الحق " فاعل يكون ، على معنى : " وحين يقول لقوله الحق" ، أي : لقضائه الحق ، " كن" ، فيكون قوله الحق ، وانتصاب اليوم [ ص: 365 ] لمحذوف ، دل عليه قوله : " الحق" ; كأنه قيل : وحين يكون ويقدر يقوم بالحق عالم الغيب : هو عالم الغيب ، وارتفاعه على المدح .