أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنـزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منـزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين
أفغير الله أبتغي حكما : على إرادة القول ، أي : قل يا محمد : أفغير الله أطلب حاكما يحكم بيني وبينكم ، ويفصل المحق منا من المبطل وهو الذي أنـزل إليكم الكتاب : المعجز ، "مفصلا" : مبينا فيه الفصل بين الحق والباطل ، والشهادة لي بالصدق ، وعليكم بالافتراء ، ثم عضد الدلالة على أن القرآن حق بعلم أهل الكتاب أنه حق لتصديقه ما عندهم وموافقته له فلا تكونن من الممترين : من باب التهييج والإلهاب ; كقوله تعالى : ولا تكونن من المشركين [ يونس : 105] ، أو فلا تكونن من الممترين : في أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق ، ولا يريبك جحود أكثرهم وكفرهم به ، ويجوز أن [ ص: 390 ] يكون : فلا تكونن : خطابا لكل أحد ، على معنى أنه إذا تعاضدت الأدلة على صحته وصدقه ، فما ينبغي أن يمتري فيه أحد .
وقيل : الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطابا لأمته .