ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون
وإنه لفسق : الضمير راجع إلى مصدر الفعل الذي دخل عليه حرف النهي ، يعني : وإن الأكل منه لفسق ، أو إلى الموصول على : وإن أكله لفسق ، أو جعل ما لم يذكر اسم الله عليه في نفسه فسقا .
فإن قلت : قد ذهب جماعة من المجتهدين إلى جواز [ ص: 392 ] بنسيان أو عمد . أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
قلت : قد تأوله هؤلاء بالميتة ، وبما ذكر غير اسم الله عليه ; كقوله : أو فسقا أهل لغير الله به [الأنعام : 145] ليوحون : ليسوسون إلى أوليائهم : من المشركين ليجادلوكم : بقولهم : ولا تأكلوا مما قتله الله ، وبهذا يرجع تأويل من تأوله بالميتة إنكم لمشركون : لأن من اتبع غير الله - تعالى - في دينه ، فقد أشرك به ، ومن حق ذي البصيرة في دينه أن لا يأكل مما لم يذكر اسم الله عليه كيفما كان ، لما يرى في الآية من التشديد العظيم ، وإن كان - رحمه الله - مرخصا في النسيان دون العمد ، أبو حنيفة ، ومالك ، رحمهما الله فيهما . والشافعي