ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون
ولله الأسماء الحسنى : التي هي أحسن الأسماء ; لأنها تدل على معان حسنة ، من تمجيد وتقديس ، وغير ذلك فادعوه بها : فسموه بتلك الأسماء وذروا الذين يلحدون في أسمائه : واتركوا تسمية الذين يميلون عن الحق والصواب فيها ، فيسمونه بغير الأسماء الحسنى ; وذلك أن يسموه بما لا يجوز عليه ، كما سمعنا البدو يقولون بجهلهم : يا أبا المكارم ، يا أبيض الوجه ، يا نخي ، أو أن يأبوا تسميته ببعض أسمائه الحسنى ، نحو أن يقولوا : يا ألله ، ولا يقولوا : يا رحمن ، وقد قال الله تعالى : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء [الإسراء : 110] ويجوز أن يراد : ولله الأوصاف الحسنى ، وهي الوصف بالعدل ، والخير ، والإحسان ، وانتفاء شبه الخلق فصفوه بها ، وذروا الذين [ ص: 535 ] يلحدون في أوصافه ، فيصفونه بمشيئة القبائح ، وخلق الفحشاء ، والمنكر ، وبما يدخل في التشبيه ، كالرؤية ونحوها ، وقيل : إلحادهم في أسمائه : تسميتهم الأصنام : آلهة ، واشتقاقهم اللات من الله ، والعزى من العزيز .