nindex.php?page=treesubj&link=28978_29786_30525_30532_30539_30549_32409_34127nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=182والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=28978_30532_30550_34127nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183وأملي لهم إن كيدي متين [ ص: 536 ] nindex.php?page=treesubj&link=28978_30614_31037_32026_32438_34212nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين nindex.php?page=treesubj&link=28978_1970_28659_30180_30292_32438nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون
الاستدراج : استفعال من الدرجة بمعنى الاستصعاد ، أو الاستنزال درجة بعد درجة ; قال
الأعشى [من الطويل] :
فلو كنت في جب ثمانين قامة ورقيت أسباب السماء بسلم ليستدرجنك القول حتي تهره
وتعلم أني عنكم غير مفحم
ومنه : درج الصبي إذا قارب بين خطاه ، وأدرج الكتاب : طواه شيئا بعد شيء ، ودرج القوم : مات بعضهم في أثر بعض ، ومعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=182سنستدرجهم : سنستدينهم قليلا قليلا إلى ما يهلكهم ، ويضاعف عقابهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=182من حيث لا يعلمون : ما يراد بهم ، وذلك أن يواتر الله نعمه عليهم مع انهماكهم في الغي ، فكلما جدد عليهم نعمة ، ازدادوا بطرا ، وجددوا معصية ، فيتدرجون في المعاصي بسبب ترادف النعم ، ظانين أن مواترة النعم أثرة من الله وتقريب ; وإنما هي خذلان منه وتبعيد ، فهو استدراج الله تعالى ، نعوذ بالله منه
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183وأملى لهم : عطف على "سنستدرجهم" ، وهو داخل في حكم السين
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183إن كيدي متين : سماه كيدا ; لأنه شبيه بالكيد ; من حيث إنه في الظاهر إحسان وفي الحقيقة خذلان
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184ما بصاحبهم :
بمحمد - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184من جنة : من جنون ، وكانوا يقولون ، شاعر مجنون ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علا الصفا ، فدعاهم فخذا فخذا ، يحذرهم بأس الله ، فقال قائلهم : إن صاحبكم هذا لمجنون ، بات يهوت إلى الصباح nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أولم ينظروا : نظر استدلال ،
[ ص: 537 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185في ملكوت السماوات والأرض : فيما تدلان عليه من عظم الملك والملكوت : الملك العظيم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185وما خلق الله من شيء : وفيما خلق الله مما يقع عليه اسم الشيء ، ومن أجناس لا يحصرها العدد ، ولا يحيط بها الوصف
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185وأن عسى : "أن" مخففة من الثقيلة ، والأصل : أنه عسى ، على أن الضمير ضمير الشأن ، والمعنى : أولم ينظروا في أن الشأن والحديث عسى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أن يكون قد اقترب أجلهم " : لعلهم يموتون عما قريب ، فيسارعوا إلى النظر ، وطلب الحق ، وما ينجيهم ، قبل مغافصة الأجل ، وحلول العقاب ، ويجوز أن يراد باقتراب الأجل : اقتراب الساعة ، ويكون من "كان" التي فيها ضمير الشأن .
فإن قلت : بم يتعلق قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185فبأي حديث بعده يؤمنون ؟
قلت : بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185عسى أن يكون قد اقترب أجلهم ، كأنه قيل : لعل أجلهم قد اقترب ، فما لهم لا يبادرون إلى الإيمان بالقرآن قبل الفوت ، وماذا ينتظرون بعد وضوح الحق ، وبأي حديث أحق منه يريدون أن يؤمنوا .
nindex.php?page=treesubj&link=28978_29786_30525_30532_30539_30549_32409_34127nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=182وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28978_30532_30550_34127nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [ ص: 536 ] nindex.php?page=treesubj&link=28978_30614_31037_32026_32438_34212nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=28978_1970_28659_30180_30292_32438nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
الاسْتِدْرَاجُ : اسْتِفْعَالٌ مِنَ الدَّرَجَةِ بِمَعْنَى الاسْتِصْعَادِ ، أَوِ الاسْتِنْزَالِ دَرَجَةً بَعْدَ دَرَجَةٍ ; قَالَ
الْأَعْشَى [مِنَ الطَّوِيلِ] :
فَلَوْ كُنْتَ فِي جُبٍّ ثَمَانِينَ قَامَةً وَرُقِّيتَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ لَيَسْتَدْرِجَنَّكَ الْقَوْلُ حَتَّيْ تَهُرَّهُ
وَتَعْلَمَ أَنِّي عَنْكُمُ غَيْرَ مُفْحَمِ
وَمِنْهُ : دَرَجَ الصَّبِيُّ إِذَا قَارَبَ بَيْنَ خُطَاهُ ، وَأَدْرَجَ الْكِتَابَ : طَوَاهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ ، وَدَرَجَ الْقَوْمُ : مَاتَ بَعْضُهُمْ فِي أَثَرِ بَعْضٍ ، وَمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=182سَنَسْتَدْرِجُهُمْ : سَنَسْتَدْيِنُهُمْ قَلِيلًا قَلِيلًا إِلَى مَا يُهْلِكُهُمْ ، وَيُضَاعِفُ عِقَابَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=182مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ : مَا يُرَادُ بِهِمْ ، وَذَلِكَ أَنْ يُوَاتِرَ اللَّهُ نِعَمَهُ عَلَيْهِمْ مَعَ انْهِمَاكِهِمْ فِي الْغَيِّ ، فَكُلَّمَا جَدَّدَ عَلَيْهِمْ نِعْمَةً ، ازْدَادُوا بَطَرًا ، وَجَدَّدُوا مَعْصِيَةً ، فَيَتَدَرَّجُونَ فِي الْمَعَاصِي بِسَبَبِ تَرَادُفِ النِّعَمِ ، ظَانِّينَ أَنَّ مُوَاتَرَةَ النِّعَمِ أَثَرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَتَقْرِيبٌ ; وَإِنَّمَا هِيَ خِذْلانٌ مِنْهُ وَتَبْعِيدٌ ، فَهُوَ اسْتِدْرَاجُ اللَّهِ تَعَالَى ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183وَأَمْلَى لَهُمْ : عَطْفٌ عَلَى "سَنَسْتَدْرِجُهُمْ" ، وَهُوَ دَاخِلٌ فِي حُكْمِ السِّينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=183إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ : سَمَّاهُ كَيْدًا ; لِأَنَّهُ شَبِيهٌ بِالْكَيْدِ ; مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فِي الظَّاهِرِ إِحْسَانٌ وَفِي الْحَقِيقَةِ خِذْلانٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184مَا بِصَاحِبِهِمْ :
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=184مِنْ جِنَّةٍ : مِنْ جُنُونٍ ، وَكَانُوا يَقُولُونَ ، شَاعِرٌ مَجْنُونٌ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلا الصَّفَا ، فَدَعَاهُمْ فَخْذًا فَخْذًا ، يُحَذِّرُهُمْ بَأْسَ اللَّهِ ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ : إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَمَجْنُونٌ ، بَاتَ يُهَوِّتُ إِلَى الصَّبَاحِ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أَوَلَمْ يَنْظُرُوا : نَظَرَ اسْتِدْلالٍ ،
[ ص: 537 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ : فِيمَا تَدُلَّانِ عَلَيْهِ مِنْ عِظَمِ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ : الْمُلْكُ الْعَظِيمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ : وَفِيمَا خَلَقَ اللَّهُ مِمَّا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الشَّيْءِ ، وَمِنْ أَجْنَاسٍ لا يَحْصُرُهَا الْعَدَدُ ، وَلا يُحِيطُ بِهَا الْوَصْفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185وَأَنْ عَسَى : "أَنْ" مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَالْأَصْلُ : أَنَّهُ عَسَى ، عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ ضَمِيرُ الشَّأْنِ ، وَالْمَعْنَى : أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي أَنَّ الشَّأْنَ وَالْحَدِيثَ عَسَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ " : لَعَلَّهُمْ يَمُوتُونَ عَمَّا قَرِيبٍ ، فَيُسَارِعُوا إِلَى النَّظَرِ ، وَطَلَبِ الْحَقِّ ، وَمَا يُنْجِيهِمْ ، قَبْلَ مُغَافَصَةِ الْأَجَلِ ، وَحُلُولِ الْعِقَابِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِاقْتِرَابِ الْأَجَلِ : اقْتِرَابُ السَّاعَةِ ، وَيَكُونُ مِنْ "كَانَ" الَّتِي فِيهَا ضَمِيرُ الشَّأْنِ .
فَإِنْ قُلْتَ : بِمَ يَتَعَلَّقُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ؟
قُلْتُ : بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : لَعَلَّ أَجَلَهُمْ قَدِ اقْتَرَبَ ، فَمَا لَهُمْ لا يُبَادِرُونَ إِلَى الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ قَبْلَ الْفَوْتِ ، وَمَاذَا يَنْتَظِرُونَ بَعْدَ وُضُوحِ الْحَقِّ ، وَبِأَيِّ حَدِيثٍ أَحَقَّ مِنْهُ يُرِيدُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا .