ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون
سبقوا : أفلتوا وفاتوا من أن يظفر بهم إنهم لا يعجزون : إنهم لا يفوتون ولا يجدون طالبهم عاجزا عن إدراكهم ، وقرئ : "أنهم" ، بالفتح ، بمعنى : لأنهم ، كل واحدة من المكسورة والمفتوحة تعليل ، إلا أن المكسورة على طريقة الاستئناف ، والمفتوحة تعليل صريح ، وقرئ : "يعجزون" ، بالتشديد ، وقرأ ابن محيصن : "يعجزون" ، بكسر النون ، وقرأ "ولا تحسب الذين كفروا" ، بكسر الباء وبفتحها ، على حذف النون الخفيفة ، وقرأ الأعمش : "ولا يحسبن" بالياء على أن الفعل للذين كفروا ، وقيل فيه : أصله أن سبقوا ، فحذفت "أن" ; كقوله : حمزة : ومن آياته يريكم البرق [الروم : 24] واستدل عليه بقراءة - رضي الله عنه - : أنهم سبقوا ، وقيل : وقع الفعل على أنهم لا يعجزون ، على أن "لا" صلة ، وسبقوا في محل الحال ، بمعنى : سابقين ، أي : مفلتين هاربين ، وقيل معناه : ولا يحسبنهم الذين كفروا سبقوا ، فحذف الضمير ; لكونه مفهوما ، وقيل : "ولا يحسبن" قبيل المؤمنين الذين كفروا سبقوا ، وهذه الأقاويل كلها متمحلة ، وليست هذه القراءة التي تفرد بها ابن مسعود بنيرة ، وعن حمزة أنها نزلت فيمن أفلت من فل المشركين . الزهري