nindex.php?page=treesubj&link=28979_20091_27470_30554_32496_34233_34496_7856nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون nindex.php?page=treesubj&link=28979_19573_28640_29677_30504_32496_34232_34496nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين
التحريض : المبالغة في الحث على الأمر من الحرض ، وهو أن ينهكه المرض ، ويتبالغ فيه حتى يشفى على الموت ، أو أن تسميه حرضا ; وتقول له : ما أراك إلا حرضا في هذا الأمر وممرضا فيه ، ليهيجه ويحرك منه ، ويقال : حركه ، وحرضه ، وحرصه ، وحرشه ، وحربه ، بمعنى ، وقرئ "حرص" ، بالصاد غير المعجمة ، حكاها الأخفش ، من الحرص ، وهذه عدة من الله ، وبشارة بأن الجماعة من المؤمنين إن صبروا غلبوا عشرة
[ ص: 598 ] أمثالهم من الكفار بعون الله - تعالى- وتأييده ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65بأنهم قوم لا يفقهون أي : بسبب أن الكفار قوم جهلة يقاتلون على غير احتساب وطلب ثواب كالبهائم ، فيقل ثباتهم ، ويعدمون لجهلهم بالله نصرته ، ويستحقون خذلانه ، خلاف من يقاتل على بصيرة ، ومعه ما يستوجب به النصر والإظهار من الله تعالى ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : كان عليهم ألا يفروا ويثبت الواحد منهم للعشرة ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث
nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة - رضي الله عنه - في ثلاثين راكبا ، فلقي
أبا جهل في ثلاثمائة راكب ، قيل : ثم ثقل عليهم ذلك وضجوا منه ; وذلك بعد مدة طويلة ، فنسخ وخفف عنهم بمقاومة الواحد الاثنين ، وقيل : كان فيهم قلة في الابتداء ، ثم لما كثروا بعد نزول التخفيف ، وقرئ : "ضعفا" ، بالفتح والضم ، كالمكث والمكث ، والفقر والفقر ، و “ ضعفا" : جمع ضعيف ، وقرئ : الفعل المسند إلى المائة بالتاء والياء في الموضعين ، والمراد بالضعف : الضعف في البدن ، وقيل : في البصيرة والاستقامة في الدين ، وكانوا متفاوتين في ذلك .
فإن قلت : لم كرر المعنى الواحد وهو مقاومة الجماعة لأكثر منها مرتين قبل التخفيف وبعده؟
قلت : للدلالة على أن الحال مع القلة والكثرة واحدة لا تتفاوت ; لأن الحال قد تتفاوت بين مقاومة العشرين المائتين والمائة الألف ; وكذلك بين مقاومة المائة المائتين والألف الألفين .
nindex.php?page=treesubj&link=28979_20091_27470_30554_32496_34233_34496_7856nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28979_19573_28640_29677_30504_32496_34232_34496nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهُ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
التَّحْرِيضُ : الْمُبَالَغَةُ فِي الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ مِنَ الْحَرْضِ ، وَهُوَ أَنْ يُنْهِكَهُ الْمَرَضُ ، وَيَتَبَالَغَ فِيهِ حَتَّى يَشْفَى عَلَى الْمَوْتِ ، أَوْ أَنْ تُسَمِّيَهُ حَرَضًا ; وَتَقُولَ لَهُ : مَا أَرَاكَ إِلَّا حَرَضًا فِي هَذَا الْأَمْرِ وَمُمَرَّضًا فِيهِ ، لِيُهَيِّجَهُ وَيُحَرِّكَ مِنْهُ ، وَيُقَالُ : حَرَّكَهُ ، وَحَرَّضَهُ ، وَحَرَّصَهُ ، وَحَرَّشَهُ ، وَحَرَّبَهُ ، بِمَعْنًى ، وَقُرِئَ "حَرِّصْ" ، بِالصَّادِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ ، حَكَاهَا الْأَخْفَشُ ، مِنَ الْحِرْصِ ، وَهَذِهِ عِدَةٌ مِنَ اللَّهِ ، وَبِشَارَةٌ بِأَنَّ الْجَمَاعَةَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ صَبَرُوا غَلَبُوا عَشْرَةَ
[ ص: 598 ] أَمْثَالِهِمْ مِنَ الْكُفَّارِ بِعَوْنِ اللَّهِ - تَعَالَى- وَتَأْيِيدِهِ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ أَيْ : بِسَبَبِ أَنَّ الْكُفَّارَ قَوْمٌ جَهَلَةٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى غَيْرِ احْتِسَابٍ وَطَلَبِ ثَوَابٍ كَالْبَهَائِمِ ، فَيَقِلُّ ثَبَاتُهُمْ ، وَيَعْدَمُونَ لِجَهْلِهِمْ بِاللَّهِ نُصْرَتَهُ ، وَيَسْتَحِقُّونَ خِذْلانَهُ ، خِلافَ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى بَصِيرَةٍ ، وَمَعَهُ مَا يَسْتَوْجِبُ بِهِ النَّصْرَ وَالْإِظْهَارَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ : كَانَ عَلَيْهِمْ أَلَّا يَفِرُّوا وَيَثْبُتَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لِلْعَشَرَةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ
nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي ثَلاثِينَ رَاكِبًا ، فَلَقِيَ
أَبَا جَهْلٍ فِي ثَلاثِمِائَةِ رَاكِبٍ ، قِيلَ : ثُمَّ ثَقُلَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ وَضَجُّوا مِنْهُ ; وَذَلِكَ بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ ، فَنُسِخَ وَخُفِّفَ عَنْهُمْ بِمُقَاوَمَةِ الْوَاحِدِ الاثْنَيْنِ ، وَقِيلَ : كَانَ فِيهِمْ قِلَّةٌ فِي الابْتِدَاءِ ، ثُمَّ لَمَّا كَثُرُوا بَعْدَ نُزُولِ التَّخْفِيفِ ، وَقُرِئَ : "ضَعْفًا" ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ ، كَالْمُكْثِ وَالْمَكْثِ ، وَالْفُقْرِ وَالْفَقْرِ ، وَ “ ضُعْفًا" : جَمْعُ ضَعِيفٍ ، وَقُرِئَ : الْفِعْلُ الْمُسْنَدُ إِلَى الْمِائَةِ بِالتَّاءِ وَالْيَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ ، وَالْمُرَادُ بِالضَّعْفِ : الضَّعْفُ فِي الْبَدَنِ ، وَقِيلَ : فِي الْبَصِيرَةِ وَالاسْتِقَامَةِ فِي الدِّينِ ، وَكَانُوا مُتَفَاوِتِينَ فِي ذَلِكَ .
فَإِنْ قُلْتَ : لِمَ كَرَّرَ الْمَعْنَى الْوَاحِدَ وَهُوَ مُقَاوَمَةُ الْجَمَاعَةِ لِأَكْثَرَ مِنْهَا مَرَّتَيْنِ قَبْلَ التَّخْفِيفِ وَبَعْدَهُ؟
قُلْتُ : لِلدَّلالَةِ عَلَى أَنَّ الْحَالَ مَعَ الْقِلَّةِ وَالْكَثْرَةِ وَاحِدَةٌ لا تَتَفَاوَتُ ; لِأَنَّ الْحَالَ قَدْ تَتَفَاوَتُ بَيْنَ مُقَاوَمَةِ الْعِشْرِينَ الْمِائَتَيْنِ وَالْمِائَةَ الْأَلْفَ ; وَكَذَلِكَ بَيْنَ مُقَاوَمَةِ الْمِائَةِ الْمِائَتَيْنِ وَالْأَلْفِ الْأَلْفَيْنِ .