إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير
الذين هاجروا ، أي : فارقوا أوطانهم ، وقومهم ; حبا لله ورسوله : هم المهاجرون ، والذي آووهم إلى ديارهم ونصروهم على أعدائهم : هم الأنصار بعضهم أولياء بعض أي : يتولى بعضهم بعضا في الميراث ، وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة والنصر دون ذوي القرابات ، حتى نسخ ذلك بقوله تعالى : وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض [الأنفال : 75] ، وقرئ : "من ولايتهم" ، بالفتح والكسر ، أي : من توليهم في الميراث ، ووجه الكسر أن تولي بعضهم بعضا شبه بالعمل والصناعة ; كأنه بتوليه صاحبه يزاول أمرا ويباشر عملا فعليكم النصر : فواجب عليكم أن تنصروهم على المشركين إلا على قوم : منهم بينكم وبينهم : عهد فإنه لا يجوز لكم نصرهم عليهم ; لأنهم لا يبتدئون بالقتال ، إذ الميثاق مانع من ذلك .