بل ملة إبراهيم : بل تكون ملة إبراهيم، أي أهل ملته كقول : "إني من دين" يريد من أهل دين، وقيل: بل نتبع ملة عدي بن حاتم إبراهيم، وقرئ: (ملة إبراهيم) [ ص: 334 ] بالرفع، أي: ملته ملتنا، أو أمرنا ملته، أو نحن ملته بمعنى أهل ملته، و"حنيفا": حال من المضاف إليه، كقولك: رأيت وجه هند قائمة، والحنيف: المائل عن كل دين باطل إلى دين الحق، والحنف: الميل في القدمين، وتحنف إذا مال، وأنشد [من الوافر]:
ولكنا خلقنا إذ خلقنا حنيفا ديننا عن كل دين
وما كان من المشركين تعريض بأهل الكتاب وغيرهم لأن كلا منهم يدعي اتباع إبراهيم وهو على الشرك. "قولوا" خطاب للمؤمنين، ويجوز أن يكون خطابا للكافرين، أي: قولوا لتكونوا على الحق، وإلا فأنتم على الباطل، وكذلك قوله: بل ملة إبراهيم يجوز أن يكون على: بل اتبعوا أنتم ملة إبراهيم، أو كونوا أهل ملته.