الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون

                                                                                                                                                                                                كانوا يستهزؤون بالإسلام وأهله، وكانوا يحذرون أن يفضحهم الله بالوحي فيهم; حتى قال بعضهم: والله لا أرانا إلا شر خلق الله، لوددت أني قدمت فجلدت مائة جلدة; وألا ينزل فينا شيء يفضحنا، والضمير في: "عليهم وتنبئهم" للمؤمنين، "وفي قلوبهم": للمنافقين، وصح ذلك، لأن المعنى يقود إليه، ويجوز أن تكون الضمائر للمنافقين; لأن السورة إذا نزلت في معناهم، فهي نازلة عليهم، ومعنى: "تنبئهم بما في قلوبهم"، كأنها تقول لهم: في قلوبكم كيت وكيت، يعني: أنها تذيع أسرارهم عليهم حتى يسمعوها مذاعة منتشرة فكأنها تخبرهم بها. وقيل: معنى يحذر: الأمر بالحذر، أي: ليحذر المنافقون .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: الحذر واقع على إنزال السورة في قوله: يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة فما معنى قوله: مخرج ما تحذرون ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: معناه: محصل مبرز إنزال السورة، أو أن الله مظهر ما كنتم تحذرونه، أي: تحذرون إظهاره من نفاقكم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية